بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

4 كانون الثاني 2024 12:00ص 3 أيام من 2024.. والآتي أعظم!

حجم الخط
ضاق الصدر واختنقت العَبَرَات في العينين.. لكنها رفضت التدحرج على الوجنتين عزّة وكبرياءً.. فاستقلَّ سيارته جامعاً بناته الصغيرات الثلاث.. «عام واحد.. أربعة وثمانية أعوام».. علّه يُخرجهن إلى مكان يُفسِّحهن.. مع اقتراب ختام عطلة الميلاد ورأس السنة المدرسية..
وإذ بعجلات السيارة تسحبه من كورنيش المزرعة باتجاه ضاحية بيروت الجنوبية.. سائلاً عن محل يبيع السجاد التركي تعرّف عليه عبر الـ«فايسبوك».. وبالفعل نجح بالوصول إليه والتقى البائع ولم يشتر لأنه لم يجد ما يناسيه.. ما يعني كان «المشوار عالفاضي».. 
ولكن هذا المشوار كاد أنْ يكون الأخير في الحياة.. ففي طريق العودة.. كليومتر واحد فقط لا غير.. ودقائق معدودات فصلت زمنياً و«قضاءً وقدراً».. بين ما كان من الممكن أنْ يحدث.. وبين «المكتوب على الجبين».. 
حتى أنًّ الأب وبناته الثلاث وبـ«قدرة قادر».. لم يسمعوا صوت قصف المسيّرة الصهيونية الإرهابية.. بل تفاجأ الزوج باتصال من عقيلته تسأل عن مكان وجودهم.. وتطمئن إلى أنّهم بحال جيدة.. ولم يلحق بهم أي مكروه..
إنّه «أمر الله» أنْ رَحِم الطفلات الثلاث.. من هول صوت التفجير وضخامة حجم النيران.. وحالة الرعب التي كانت ستسيطر عليهن لو سمعن الصوت.. أو لا قدّر الله لو كانوا في موقع الاستهداف مما كان سيلحق بهم.. رغم أنّ أكبر الفتيات لم تتمكّن ليلتها من النوم جيداً بسبب متابعة والديها للأخبار.. 
فأهلاً وسهلاً بـ2024.. «شكلها سنة خير ومكتّرة».. إذ على الصعيد الشخصي اكتشف الأب أنّه يُعاني من تكلّسات مزمنة في الرقبة والكتف.. ووضعه لا يُسر لا عدوّاً ولا حبيباً.. تُسبب ألماً مُبرحاً.. 
أما عموماً فانطلق العام مع زلزال وتسونامي في اليابان.. تفجير في ضاحية بيروت.. تفجيرين في إيران.. عشرات الجرحى في ألمانيا ليلة رأس السنة.. أدنى مستوى درجات حرارة منذ 12 عاماً في أوروبا.. وماذا بعد؟! ولم يمض على هذا «العام السعيد» أكثر من 3 أيام.. الله يستر!! 
أخبار ذات صلة