ليست الحروب فقط بقادتها ونتائجها فقط، وإنما يتخللها محطات انسانية تبقى راسخة في الذاكرة وبالتالي في التاريخ.
ففي الحروب ضد الروم التي ندرسها في كتب التاريخ يسجل للخليفة العباسي المعتصم انجازاته وانتصاراتها.
ولكن إلى جانب ذلك لا يمكن ان ننسى ما ذكر عن الصبية المسلمة التي يجرها جندي رومي على الارض من شعرها وهي تصرخ (واسلاماه) (وامعتصماه).
وفي ما يجري الآن على أرض فلسطين لا يمكن ان ننسى اسماء ستبقى مشعّة في الذاكرة مهما مرت الاحداث وانقضى الزمن (محمد الدرة) (هند رجب).
الاول استشهد في حضن أبيه.
والثانية استشهدت بعد أن امتزج دمها بدم والدها وأمها واخوتها ولكن مع المشهد وما فيه من ألم وغضب سؤال..
لماذا التركيز على الاطفال؟..
نعود إلى (التلمود) ايديولوجيا اسرائيل في حروبها.
أليس تعليمات (التلمود) واضحة في تعليماتها أثناء الحروب.
(اقتل الابناء أمام أعين آبائهم).
(ابقر بطن زوجة عدوك الحامل لأنها ستلد في المستقبل عدواً لك).
لا يمكن ان نتوقع ممن يقود هذه التعليمات أن يسلك غير هذا المسلك.
ولكن بالمقابل يجب أن تكون اسماء كمحمد الدرة وهند رجب قلادات في أعناق جيل اليوم كي يورثها للاجيال القادمة لأنها بمثابة مصابيح تنير طرقات المستقبل وما فيه.
شموع وسط هذا الديجور المهيمن.