بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

8 شباط 2024 12:02ص أطفالنا يبحثون عن الأمل!!

حجم الخط
تعمّمت بتاجها الورقي المُرصّع بصورتَيْ الكعبة المُشرّفة والمسجد الأقصى.. تكلّلهما عبارة «ذكرى الإسراء والمعراج».. وعلى صدرها وشاح من الكرتون لمناسبة الذكرى السنوية السادسة والأربعين ما بعد المئة لمدرستها المقاصدية.. ثم استلّت هاتفه الجوال ووقفت أمام كاميرته تخاطب «جمهورها»..
توجّهت بالتحية المُتعارف عليها «Hi Guys».. وأخبرتهم إبنة السنوات الخمس بأنّها احتفلت في مدرستها بالإسراء والمعراج.. وصنعت تاجاً مُزيّناً بالمسجد الأقصى.. رغم أنّها تستصعب لفظ كلمة «مسجد» وتخرج من بين شفتيها الصغيرتين «المسجِك الأقصى».. إلا أنها أخبرت «مشاهديها الوهميين» بأنّه «المسجد» الذي يصلّون فيه بفلسطين..
أما صورة الكعبة المشرّفة.. فوصفتها بأنّها «مكة المكرّمة».. التي يُصلّي فيها كل الناس وكل العالم على «الكَوْكَوْ الأرضي».. مُعربة عن سعادتها وفرحها بالمناسبتين وباحتفالها بهما معاً.. والأهم أنّها ستذهب مع والدها في رحلة خلال العطلة..
تلك أحلام طفولة تكاد تسرق لحظات الفرح في زمن القحط والمسخ والموت المجاني لأطفال غزّة وفلسطين.. لأطفال الجنوب اللبناني واليمن والعراق وسوريا.. زمن ضياع الحق والحقيقة بين أروقة قصور الطغاة والأنظمة الحاكمة والمُستحكِمة بمصائر شعوب العالم..
عيون طفولة تواجه «مخرز» القتلة والمجرمين.. أحلام طفولة تبحث عن مساحة فرح في ظل كوابيس اليقظة.. وآمال بغدٍ أفضل ولعبة أجمل وسرير دافئ ولقمة هانئة.. ألا يستحق أطفالنا أن يعيشوا ما يعيشه أطفال الغرب؟!
ألا يستحقون أن ينسوا أغنية «اعطونا الطفولة» ويفرحوا بطفولتهم.. فلا يناشدون زعيماً ولا رئيساً ولا حتى طاغية.. لمنحهم الأمل بالحياة والصبا والشباب.. بل يزرعون اليوم أمانيهم ليحصدوها غداً غرساً مثمراً.. ويكونوا أجمل أمثولة عن أوطانهم.. لذلك لا تعطوهم الطفولة بل دعوهم يعيشونها!
أخبار ذات صلة