بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

7 آذار 2024 12:15ص أين بهجة الضيف الكريم؟!

حجم الخط
الشوارع مزدحمة رغم الأمطار المتفرّقة.. الطرقات تكتظ بالعابرين نحو اللاشيء.. وأيام أقل من أصابع اليد الواحدة تسأل عن بهجة الضيف القادم.. أين الزينة التي كانت تستقبله قبل أسابيع؟.. مُعلنة الترحيب بالزائر المُقبِل بعد طول غياب وصبر..
تتسارع عقارب الساعات وتسابق بعضها البعض.. حاملة إلينا بُشرى هلال شهر رمضان المبارك.. لكنّنا كشعب يعيش كل لحظة بلحظتها.. نسيّر يومياتنا كمَنْ يخطو فوق حقل ألغام.. والخوف كل الخوف من اندلاع حرب مباغتة.. والأمل أنّ هدنة غزّة المرتقبة على أوضاع البلد.. ويعود النازحون إلى ديارهم الجنوبية.. 
ضاقت البلد بأهلها.. فكيف بها وقد أُتخمت بالسوري النازح وجنسيات من كل حدب وصوب.. حتى لبلغت الطرقات حد ارتطام البشر ببعضهم البعض قبل تصادم الآليات.. لاسيما في فترات ما بعد الظهر.. 
إلا أنّ النسبة الأكبر من اللبنانيين العابرين في الشوارع هم واحد من اثنين.. إما مُتفرّجون على النازح السوري الذي يقبض من الأمم المتحدة الـfresh dollars.. ويتبضّع فوق حاجته ما عرفه أو ما لم يعرفه طوال حياته.. أو مَنْ يتبضّعون ما يحتاجون إليه تلبية لمتطلبات شهر الخير..
ولكن الملفت هذا العام التقشّف غير المعهود في زينة الطرقات.. بل غيابها الرهيب عن الشوارع.. ففي قلب المناطق البيروتية من الطريق الجديدة إلى عائشة بكار والزيدانية ورأس بيروت.. لا ملامح استقبال ولا مَنْ يحزنون..
وعشية الشهر الفضيل تبقى الغُصّة في قلوب تبكي دماً على أهلنا في غزّة.. الذين سيصومون فوق وجعهم.. ويُفطرون لحمهم الحي وبقايا أمنهم الضائع ووطنهم السليب.. 
أخبار ذات صلة