بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

2 تشرين الأول 2023 12:00ص الأرصفة المحتلة

حجم الخط
الأرصفة في أي مدينة هي إحدى العلامات التي تدل على مستواها الحضاري. لذلك فإنهم في بعض المدن الاوروبية وفي مدن جنوب شرقي آسيا يتفنَّنون في تزيينها بلوحات وأنواع معينة من الزهور تمنحها الكثير من الجمالية.
والارصفة وجدت أساساً في التجمعات البشرية التي شكلت مدناً ودساكر بعد بداية استعمال المركبات على أنواعها، وذلك حفاظاً على سلامة المشاة وإنفاذاً للتنظيم.
عندنا في العاصمة شهدت الارصفة الويلات خلال الحرب المشؤومة إلى أن أتى وقت اعادة الاعمار، فكان قمة اهتمام جدي بالارصفة فأوجدت أرصفة جديدة في كل شوارع العاصمة محمية بعواميد جديدة تحول دون صعود المركبات إليها.
نصل إلى اليوم...
هذه الأرصفة تقع تحت احتلالين أحدهما محلي والآخر غير ذلك، خرجت الحملات إلى الأرصفة أمامها وعرضت بضائعها، نزعت بعد عواميد الحماية لتسهيل ايقاف السيارات، وباتت الأرصفة ممراً للدراجات النارية عند زحمة السير.
والأشد بشاعة من ذلك مجموعات كبيرة من المتسولين تنزلهم باكرا (فانات) وتأتي لجمعهم مساءً لينتشروا على أرصفة الشوارع الرئيسية حيث ترى المتسولة مع أطفالها وبينهم رضّع يحتلون الشارع بالعرض، ويبدو أن اعدادهم إلى ازدياد بسبب الدولة الغائبة والبلدية النائمة والاجهزة المهتمة بما هو أهم كما تقول. ويستمر التشويه لوجه درة المتوسط وكأن هناك تصميماً على تغيير صورتها.
هل الامر مرشح للاستمرار؟
لا بل هو مرشح للتفاقم حتى يتواجد في البلد من يتربع على كرسي المسؤولية في كل قطاع... وهو مسؤول.
أخبار ذات صلة