بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

1 نيسان 2023 12:15ص الجريمة والقانون

حجم الخط
رجل اطلق النار على زوجته امام اطفاله، هو خبر تقشعر له الابدان تلقائياً الا انه ليس خبراً جديداً يدق مسامعنا  في لبنان، بل ان هذه الظاهرة تكاثرت في السنوات الاخيرة ولم تقتصر على طائفة محددة كما يحاول البعض تصويرها لا سيما ان الغطاء الدائم لمثل هذه الجريمة هو «الشرف».
اب رجل من هؤلاء صوّب رصاصاته الى زوجته، هو مارس ذكوريته بكل تجلياتها، لكنها ذكورية منقوصة، ذكورية على المرأة فقط وليس على ابناء جلدته.
فتهمة «تلويث الشرف»  تقتضي التوقف عندها لنطرح الجدلية التالية:«هل الرذيلة تقف على طرف واحد ام طرفين، اليس كلٌّ من المرأة والرجل هما من صنعاها؟» فلماذا الاقتصاص من المرأة دون الرجل، فمن حاول غسل عاره بقتل زوجته،بغض النظر عن مدى مقاربة الخبر للحقيقة، لم يغسله ابداً فهو لم يقتل من لوّث شرفه اي زميله في الذكورية، فهو من اقدم على خيانة رجل يماثله بالذكورية.
اما موضوع غسل الشرف فهو بحد ذاته يحتاج الى نقاش معمق إن من ناحية الزوج الذي لديه مخارج اخرى تتيحها له الاديان والقوانين وتتمثل بما يسمى الطلاق او بطلان الزواج وهو العقاب الانسب لأي خيانة محتملة، اما اللجوء الى  القتل فهو خيار متخلِّف لا سيما ان ثمنه سيكون مضاعفاً اولاً على مرتكب الجريمة الذي سيسجن وثانياً الاثر الكارثي من نفسي ومجتمعي الذي سيلاحق اولاد الضحية طيلة حياتهم كما ذوي الضحية الذين سيشعرون إما بالعار الذي تركته اسباب الجريمة او بالحزن على ابنة صرفوا حياتهم لتربيتها.
وبالنتيجة فإن تساهل القانون مع جرائم كهذه في مدة العقوبة يشجع على ارتكابها، لذلك فإن القانون اللبناني المسؤول الاول عن هذه الجرائم فهو المرتكب.
أخبار ذات صلة