غزة تهدم، يتكوم ردمها ويكبر مع مرور الساعة يخططون في الأقبية السوداء لشطبها وتهجير أهلها إلى بلاد الله الواسعة كما فعلوا مع آبائهم وأجدادهم، حكاية الظلم مع العدل والحق مع الباطل.
لكن من يخطط لا يعلم شيئاً عن المؤمنين وأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وأن هذا الردم الذي تسببه شياطينهم السوداء يكتسب نوعاً من القداسة لأنه يختلط مع دماء الشهداء والملائكة الصغار.
يعاقبون من خرج ليطالب بحقه وحق أجداده في أرض سلبها شذاذ الآفاق وأرسلوا أصحابها إلى عالم المخيمات، وها هم اليوم يحاولون إرسال الأبناء والأحفاد إلى عالم المجهول الأسود.
على هذا الردم العظيم ستنبت أشجار أوراقها بنادق وثمارها قنابل وكلما كبر الردم تحولت إلى غابات تلوح أوراقها بنسيم الحرية.
يقيسون المقاييس على قياسهم ويظنون أن علاقة الغريب بالأرض كعلاقة ابنها بها.
أميّون في عدم استيعابهم لدروس التاريخ،ففي 1982 حين كانوا يُشبعون بيروت قصفاً كما يفعلون الآن مع غزة حينها وبواسطة وكيلهم فيليب حبيب ألم يطالبوا بخروج700 من شباب بيروت الذين يقاتلونهم على أبواب العاصمة أن يخرجوا منها مع المقاتلين الفلسطينيين؟.. ثم خرسوا بعد أن اكتشفوا أن ذلك هو المستحيل بعينه، وها هم اليوم يكررون الأمر مع شباب غزة.
وكما خرجوا من بيروت بعد أن ابتلعوا النار وهم يصرخون عبر مكبرات الصوت (لا تطلقوا النار نحن راحلون) سنرى ذلك في أي أرض عربية يخيل لهم ان دخولها سهل بعد حرقها.
وأن غداً لناظره قريب.
جولة الباطل ساعة وجولة الحق حتى قيام الساعة.