بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

3 تشرين الأول 2020 12:00ص السقطة الأخيرة

حجم الخط
الحكاية اليوم ليست حكاية من حكايات الناس، انها حكايتي مع استاذي من ايام الجامعة الى اليوم، هو كان الاستاذ الصبوح ذا الوجه المبتسم دائماً والمحرّض على البحث والتمحيص في اي خبر او عمل نقوم به، اتذكره محاضراً في الصف يتحدث عن مهنة المتاعب بشغف العاشق ونبرة الخبير، اراه في اروقة الصحيفة يتابع معنا الخبر اياً كان اختصاصه، يحثنا على المتابعة وليس فقط الاكتفاء بنشر الخبر، اتذكره ممسكاً بيدي في اول تدرجي في العمل، تقاسمنا اياماً حلوة ومرة كأسرة واحدة وكان دائماً هو المحفز والمشجع، لا يخلط بين التنويه بعمل او التأنيب على تقصير. لكل مقام مقال في قاموسه.

يؤسفني اليوم ان ترحل استاذي الكبير وانت لم تحقق حلمك ببلد مستقل حر من كل الوصايات والاحتلالات، انت من واكبت لأكثر من نصف قرن هذا البلد بكل تحولاته ، بآلامه وافراحه، بنجاحاته واخفاقاته، لم ترضَ يوماً التقوقع داخل الطائفة فكنت منفتحاً على كل الاطياف في هذا البلد، ترى في كل مكوّن من مكوناته ثروة في التعايش، يؤسفني ان ترحل في اليوم الذي اقروا فيه قانون الاثراء غير المشروع (بالطبع لا يطالهم) الذي سترفض ان يبقى حبراً على ورق كما علمتنا ان المتابعة هي الاجدى، كما ان الاتفاق على اطار ترسيم الحدود سيخسر قلماً متابعاً لملفه المتشابك، لكن قلبك يا استاذي قرر ان يتوقف بعد ان رأى البلد ينهار بسرعة ويتجه الى الحفرة التي حفرها الآخرون بمساعدة من تعرفهم من ابناء بلدنا، ربما كان اهون على قلبك ان يتوقف في هذه المرحلة حتى لا يرى السقطة الاخيرة التي سنصل اليها قريباً مع جهود جهابذة السياسة في بلدنا، ربما قلبنا سيقرر كما قلبك التوقف لأن المواجهة غير متكافئة مع حقارتهم.


أخبار ذات صلة