بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

25 كانون الثاني 2024 12:00ص العرب يتفرّجون!

حجم الخط
بأحرف من ألم ووجع على وطن سليب.. راسلتني زميلة من فلسطين الأسيرة.. مُدوِّنة محطات عبورها وأسرتها من مهد الوطن المخطوف.. إلى أرض اللاأمل واللارجاء.. بل الفرار من عدوان همجي.. إلى نفق مظلم في وضح النهار المُعفّر بروائح الدمار والموت.. 
محطات من رحلة نجاة تحت وابل «طوفان الموت».. إلى الغرق في «مخيّمات الشتات والنزوح».. موثّقة بكلماتها البليغات الملامح الشيطانية للعدو الصهيوني.. وسوداوية المصير المجهول ما بين مدرسة تابعة للأونروا هنا أو خيمة هناك..
روت أولى لحظات العداون ما بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.. التي لن تغيب عن بال كل عربي مؤمن بنصر القضية الفلسطينية.. وتطهير أرضنا المغتصبة من رجس أسلاف خيبر..
أبلغتني بتفاصيل التفاصيل.. والهرب من قصف ليلي لا يعرف الأمان له مسرباً أو مكاناً.. اختفى النوم من العيون.. وتحجّرت المُقل خوفاً على الأهل والإخوان والأبناء.. عتمة ولا كهرباء لكن نيران القصف حوّلت السماء والأرض إلى كتلة جهنّمية.. زيّنت الموت بألوان من نور..
سردت وقائع التنقل من مخيّم إلى آخر ومن مأوى إلى سواه.. ومن مدينة إلى آخرى تحت تهديد القصف والموت.. إنْ لم يكن من الطيران المعادي فمن المُسيّرات.. أو البوارج الحربية المُرابضة على الشواطئ أو القصف المدفعي.. والخلاصة موت محتوم..
وصولاً إلى مراكز الإيواء وحيث الذل وانعدام الإنسانية.. وتجمهر أكثر من 50 امرأة وطفلاً في غرفة واحدة لا تتسع لـ8 أشخاص.. وحتى إليها تبعهم الموت.. فكانت المحطة الأخيرة نحو المجهول خارج «معبر رفح».. ليتحوّل حلم العودة للوطن إلى حلم بخيمة على أنقاض أرض غريبة.. ومعها تبقى فصول المعاناة الفلسطينية مستمرّة.. والعرب يتفرّجون!
أخبار ذات صلة