بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 نيسان 2023 12:17ص مواطنون درجة أولى !

حجم الخط
انتهى عام وحلَّ آخر.. انتهى موسم أعياد وحلَّ موسم آخر.. حلَّ الفصح ورحل.. وحلَّ رمضان والفطر ورحلا.. وماذا سيحل بعد ويرحل ونحن دون وطن؟!.. لا أقول هذا الكلام أسفاً على رئيس أو زعيم.. بل آسف على شعب ميت حي.. حتى العلاج أصبح لطبقة دون أخرى.. وعذابات المرض والخوف من الحاجة إلى زيارة الطبيب.. أصبحت من أكبر وأولى اهتمامات العديد والعديد من اللبنانيين..
إذ للأسف وعلى مرأى العين ومسمع الأذن.. تدخل نازحة إلى الصيدلية تسأل عن Deodorant، وعن أقلام أحمر الشفاء من ماركة عالمية لم تعرف لفظها.. مروراً بنوع غالٍ الثمن من الفوط الصحية النسائية (دون خجل) الخاصة بالسيدات الحوامل.. وسواها من الكماليات وكريمات الوجه.. وهي لا تدري وجه استعمال هذا أو آلية استخدام ذاك.. ودفعت بالدولار بل وحاولت أن تفاصل الصيدلي «وتوصّى ولو نحن ضيوف عندكم»..
قبلها بدقائق كانت سيدة لبنانية شارفت الـ80 أو أقل بقليل.. تسأل عن دواء للضغط وآخر للسكري.. ومثلهما لعضلة القلب ومسيّل للدم.. وحين صُدِمَتْ بفاتورة الأسعار سألت عن البدائل.. فكان الجواب حتى البدائل غالية.. فهمّت بالمغادرة والدمع ملء عينيها.. لأنّها عاجزة عن تأمين ولو نصف ثمن الدواء.. فما كان من الصيدلي إلا أن حسم قدر المستطاع.. وبادر الحضور إلى دعمها لتأمين الباقي من الثمن.. فخرجت وهي تردّد الدعوات للجميع..
هذا المشهد لا يحصل فقط في الصيدليات، بل يتكرر على أبواب المستشفيات، حيث تدخل النازحة السورية الحامل بموجب بطاقات التأمين الأممية الممولة بالفريش دولار ، في حين تدخل اللبنانية الحامل وهي  تُلملم من هنا وهناك ما يكفي لدفع التأمين المسبق قبل أن يتم إستقبالها في الطوارئ أو حتى في قسم الولادات. 
 ويسألونك عن أسباب هذا الإحتقان ضد النازحين الذين جعلتهم المساعدات الدولية أشبه بمواطنين من الدرجة الأولى، وتركت تلك الدول ومنظماتها البيروقراطية اللبنانيين يتلوون في نار الفقر والعوز .
أخبار ذات صلة