بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

29 أيلول 2017 12:05ص المغرّدون قلائل!

حجم الخط
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة الشريان الحيوي بين الناس داخل أوطانهم وحول العالم؛ بحيث بات من الصعب جداً تصور عالم بلا «فيس بوك» أو «تويتر» أو «انستاغرام».. أو غيرها من التطبيقات التي تتكاثر بمعدلات قياسية؛ باسطةً بذلك، أجنحتها الرقمية على المستقبل القريب والبعيد على حد سواء. لسنا الآن في مورد منقاشة التداعيات الايجابية أو السلبية لهذا النوع المستجدّ من التواصل البشري، وإنما الإشارة البسيطة، بل العابرة، إلى بعض المفارقات التي تحملها أسماء هذه التطبيقات، سواء أكان ذلك من باب الملاحظة المفيدة أحياناً أو الدعابة التي لا تخلو هي أيضاً من فائدة، أحياناً أخرى.   
انتشر مع ظهور «تويتر» السريع تعبير «المغرّد»، وصار يُقال عن كل مُستخدم لهذا التطبيق بأنّه قد غرّد للتو أو يغرّد الآن، أو أنّه صار مغرّداً باستمرار؛ بحيث ينتظر متابعوه (الذين هم بالآلاف) في كل يوم، وفي أي وقت كان، تغريداته. والجميع في ذلك سواسية، بدءاً من الرئيس الأميركي الحالي وانتهاءً بأصغر طفل مغرّد حول العالم.   
كل ذلك مفهوم ومقبول إذا كان يصبّ في حق كل إنسان في التعبير عن رأيه بحرّية وبالطريقة التي يرتضيها لنفسه. إلا أنّ المشكلة تكمن هنا بالتحديد: فقد تحوّلت «التغريدات» في قسم كبير منها إلى مناوشات يومية، وتبادل اتهامات، وتصفية حسابات، ناهيك عن التهديدات والشتائم واللعن، وكل فنون اغتيال الأدب! فهل ينفع بعد ذلك القول أنّ فلاناً غرّد أو يُغرّد؟ أليس في ذلك ظلم كبير للعصفور، هذا الكائن الصغير الجميل، الذي استعرنا منه صوته لنُخفي تحته حيواناً مفترساً، بشع المنظر؟ 
أعتقد أنّه من الأجدى، في ظل هذا التدنّي الأخلاقي، القول أنّ هذا زأرَ وذاك عوّى، أمّا المغرّدون فهم قلائل!  


أخبار ذات صلة