إنّها المرّة الأولى في حياتي التي أبدأ فيها «عجالتي» من عنوانها قبل مضمونها.. وأختارُ العنوان قبل سرد النص.. نعم اخترتُ العنوان لأنّني وعلى الصعيد الشخصي.. شبه متيقّن من أنّ الآلاف مثلي من اللبنانيين كي لا أقول أكثر.. ينتظرون وصول نيزك يضرب الأرض.. ويمحو كل أثر للبشرية السوداء.. لاسيما على صعيدنا العربي من طنجة إلى عدن..
ما دفعني إلى قول ما أتفوّه به هو «الشتوة البسيطة» التي أغرقت بيروت صباح أمس.. وقبلها بأيام طوفان جونيه.. «أي نعم» هناك دول عظمى غرقت مؤخّراً بالسيول.. لاسيما مدينة كاليفورنيا الأمريكية التي تحوّلت إلى سيل جارف.. لكن هذا السيل نجم عن إعصار عاصف.. وليس عن «عضّة كوساية» على قول «بدري أبو كلبشة»..
لكن للأسف في بلدنا الكل «شغّيل».. والكل يرمي التُهم على الكل.. ومن بشارة الخوري إلى مستشفى المقاصد ساعة ونصف الساعة.. وهذا طبعاً بعد النجاة من الغرق في نفق البربير..
وماذا بعد؟!.. تمسحنا!!.. أي والله تحوّلنا إلى تماسيح إنْ غرقت بكت كذباً.. وإن احترقت بحرِّ الصيف صمتت صمت القبور.. وإنْ وإنْ وإنْ لائحة أطول من «حبل المسد».. ونحن «أعجاز نخل خاوية».. لا تطرح ثمراً ولا تُعطي ظلاً..
وماذا بعد؟!.. هزّة واتهزينا.. زلزال وضرب الجوار والأقاصي من سوريا إلى المغرب.. إعصار واجتاح ليبيا.. تفجيرات إرهابية واستهدفت مُدُناً هنا وهناك.. وحتى جرائم داخلية وخارجية واغتيالات متوفّر وموجود.. ولا ننسى طبعاً سلاح الإرهاب وتفجير مرفأ بيروت..
وأكررها.. ماذا بعد؟!.. أما من «معلّم لحام جديد؟!».. يُشعلنا كما فعل نيرون بروما أو الملك فاروق بالقاهرة.. ولكن جلدنا يتحمّل أكثر.. فنحن نحتاج إلى نيزك مشتعل ملتهب خارق حارق متفجّر.. يضرب المعمورة ويُبديها عن بِكرة أبيها.. ولا يُبقي فيها صوت «ابن يومين»..