بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

3 تشرين الأول 2017 12:05ص تظاهرات ربّات البيوت؟!

حجم الخط
نقول عموماً عن نهرٍ يأخذ كل شيء في طريقه إنّه جارف، لكن لا أحد يصف الضفتين اللتين تضيّقان «الخناق عليه بالعنف».
بيرتو لد بريخت
كاتب مسرحي ألماني (1898-1956)
هذه المقولة لبيرتولد بريخت.. إستوقفتني طويلاً.. ذكّرتني بأيام مشابهة مرّت علينا اقتصادياً في العام 1992.. وكان الشارع في حينها يبدو انه على شفير الانهيار كالنهر الجارف.. وذلك لتضييق المحاصصة الطائفية على الشعب الذي مثلته بالنهر.. واليوم الحال الاقتصادية والاجتماعية والأمنية هي أكثر تأثيراً على الشعب عموماً.. وخصوصاً على أصحاب الدخل المحدود الذين لا تساوي رواتبهم مصاريف أسبوع للحاجيات البيتية.. إذا ما استثنينا مصاريف الكهرباء بفواتيرها المنتفخة أضف إليها فواتير اشتراكات الكهرباء وفواتير المياه وأسعار المياه للخدمة وللشرب.. هذا عدا استحقاق الأقساط البلدية وبعدها المالية.. وايجارات البيوت وخدماتها.. بالنسبة للاشخاص الذين ليس لديهم أطفال أو أولاد يدرسون.. وحالات هؤلاء تعتبر سوداء مع ارتفاع أقساط المدارس والكتب والقرطاسية وتغيير اللباس المدرسي والرياضي..
رحماك يا رب.. كل الذين عادوني بعد العملية.. كانت احاديثهم تتمحور حول هذه الوضعية الصعبة.. وحول كيفية تدبّر المال للقيام بواجباتهم.. ورغم انني اعرف الحال والمآل أكثر منهم.. إلا إنني لزمت الصمت.. وعندما كانوا يسألونني أليست من حلول لأوضاعنا؟ كنت أضحك واقول إنني لست من أصحاب القرار حتى اعرف.. متمنية ان لا يأتيني ضيف يزيد ألمي على نفسي وعلى النّاس..
قد تكون حكايتي هذه تنبيهاً للمتحاصصين السياسيين.. النّاس أصبحوا في وضع الانفجار.. وعليهم ان يتوقعوا بعد اضرابات السلسلة والاضرابات التي ستليها ان هناك تظاهرات ربات البيوت قد تفاجئ الوضع السياسي..
وهذه التظاهرات مطلبية ومحقة.. لماذا بدأت أسعار الأدوية بالارتفاع؟ لماذا السلع الغذائية وتلك المختصة بالنظافة تزداد أسعارها يوماً بعد يوم؟


أخبار ذات صلة