الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون تحت وطأة فقدان المقومات الاساسية للحياة الطبيعية من كهرباء وماء ونار أسعار الغذاء والكساء فرضت انماطا من المتغيرات الاجتماعية باتت تعم شرائح شاسعة من المجتمع اللبناني.
فالاستحمام الاسبوعي الواحد لجميع افراد العائلة لتوفير استهلاك الكهرباء عن طريق تشغيل السخان بات طبيعياً.
والذهاب إلى الاسكافي لتصليح الحذاء القديم بات عادياً.
وأن تعدّ ربة المنزل الطعام لمدة يومين بعد دراسة المواد اللازمة بات ضرورياً.
والذهاب الى الخياط لتصليح الملابس صار ملزماً.
حتى تغيير طعام الهررة التي تعيش في المنازل وتحويله من طعام خاص إلى طعام عادي صار امراً مفهوماً.
جدول طويل من المتغيرات يطال شرائح كثيرة هي الاكثرية ولذلك نرى أن ثمة مصالح نمت وازدهرت بسبب ما سبق كانت شبه ميتة (الاسكافي – الخياط.. الخ) بالاضافة إلى محلات (البالة) التي تفرخ في الاحياء كتفريخ الارانب ومحلات تصليح الادوات الكهربائية..
ومصائب قوم عند قوم فوائد.
كل ذلك بهمة وفضل الفرسان الممتطين صهوة السلطة مع استعمال (الالتيكو) على سروجها.
طبقة من الانانيِّين وتلك ألطف صفة من الممكن وصفهم بها بدلاً من صفات السرقة والنهب والسطو والتشبه بعصابات شيكاغو، ولكن مع ربطة عنق اصابوا المجتمع برمته ونقلوه بفضل جشعهم إلى الطبقات الدنيا من الفقر والحاجة.
وعلى الرغم من كل ما فعلوا يتشدقون على وسائل الاعلام وهم يخططون للمستقبل وينظرون لزمن آتٍ.
ولكن إذا كانت جولة الباطل ساعة فجولة الحق حتى قيام الساعة.