على إيقاع ما بعد الهدنة يعيش معظم اللبنانيين.. وتهويل محلّلين ومنجّمين ودجّالي سياسة أو عرّافي شاشات.. يطل هذا كاذباً ومحلّلاً ومستنتجاً.. ويظهر ذاك متنبئاً وزاعماً وحياً إلهياً بأنّ حرباً ضروساً ستنطلق خلال أيام..
وبين هذا الكاذب وذاك الدجّال.. نعيش شعباً أسير يومياته المعفّرة بإرهاق جسدي وتوتّر نفسي.. تنعكس نتائجه قنابل موقوتة نفجّرها في وجوه بعضنا البعض.. هذا لا يطيق كلمة من ذاك.. وذلك لا يتقبّل ملاحظة أو نقداً.. والنتيجة قلوب فاضت شلالات من تعصيب واستنفار..
والأنكى يأتيك المتفوّهون بالعودة إلى النغمات القديمة.. صراع كرسي الرئاسة مُضافة إليه مواجهات قيادة الجيش.. متناسين أنّ الناس ما عادوا يقوون على التحمّل.. وكواهلهم أثقلتها المصائب من فقر ومعشية ضنك.. حتى نسوا معنى الفرح على مشارف زمن الأعياد المجيدة..
ترى الأهالي «مجبرين لا مخيّرين» يدفعون الأقساط المدرسية بالدولار والليرة اللبنانية.. يتساءلون هل أخبئ المال ليوم أسود مُقبل؟!.. أم أدفعه لدراسة الأبناء التي أصبحت أغلى وأنفس من درر تيجان العرش البريطاني..
هلع منتشر ومتفشٍ وخوف من أسود قادم.. غير معلوم الملامح تلوح تباشيره في الأفق المعدوم.. وترقّب رفع من منسوب اللجوء إلى أدوية الأعصاب.. لكن الأخيرة فاقت أسعارها قدرة اللبنانيين.. فلجأوا إلى الطب العربي البديل علّه يُبعد عنهم شبح الموت قهراً او انفجاراً دماغياً..
وإلى أنْ نتبيّن أجواء ما بعد تمديد الهدنة الغزاوية.. وهل ستلوح في أفقنا اللبناني تباشير ميلاد رئيس «يحترم الوطن».. ودولة يستحقها المواطن عشيّة تزامناً مع الميلاد المجيد.. نبقى معتصمين بحبل الأمل الذي أوشك على الانقطاع!!