بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 تشرين الثاني 2023 12:00ص حصص!..

حجم الخط
كان الوقت عصراً.. وقد أنهى بائع الخضار الذي يحتلّ الرصيف الواسع أمام محله بحيث تحوّل المكان إلى سوق صغير.
كان قد أنهى نهاره الحافل بالازدحام الزبائني كون الكثير من الناس قد تحوّل إلى نباتي بسبب ارتفاع أسعار اللحوم.
أنهى نهاره وفرز ما لا يمكن بيعه من بضاعته ووضعها كومة أمام محله بانتظار أن تأتي سيارة النفايات لنقلها.
كان الوضع على هذا الحال عندما تجمّع بعض النسوة ومعهم بعض الأطفال أمام هذه الكومة وراحوا يفتشون عما يصلح منها للاستهلاك لنتيجة عدم القدرة على شراء خضار لعدم وجود سيولة تقوم بالسداد.
مضى وقت قصير والنسوة بمساعدة الأطفال في مهمة بحث وفرز وفجأة تصاعد الصراخ، كان ثمة اشتباك صوتي بين النسوة وعلى أبواب تشابك بالأيدي. تدخّل أولاد الحلال لدى السؤال عن معرفة سبب الخلاف تبيّن أنه حول تقاسم الخضروات التالفة أو هي على وشك التلف.
وكان بين أولاد الحلال من يرغب بعمل الخير فقام بالواجب وانتهى الاشكال.
حادثة لا يمكن تجاوز مدلولاتها ان من حيث درجة العوز التي وصلت إليها شريحة واسعة من المجتمع أو من حيث تطابقها مع الواقع السياسي القائم في البلد.
أليست الحالة عينها الحاصلة في البلد على صعيد السلطة؟! 
أليس معظم الاشتباكات ما بين الشريحة الحاكمة قائمة بسبب الحصص؟ هذه لي وتلك لك؟!..
وكأن ثروات البلد ومصالحه ومواقع القرار فيه غيبوبة وجدت لتقاسمها وفق اتفاق ضمني يسهّل العملية وينظّم قواعدها.
يأتون إلى مراكز السلطة باسم الناس وأحياناً بأصواتهم وعند وصولهم تسقط الأقنعة ليتحوّل أكثرهم إلى تاجر يعرف حدّه وحصته فيحافظ عليها ويطلب المزيد.
مشكلة نسوة الخضار وجد حلّها أولاد الحلال.
ونحن بانتظارهم:.. لأن السيل بلغ الزبى.
أخبار ذات صلة