أسفاً بيروت اليوم الثلاثاء.. أسبوع على مأساتنا فيك.. يا أحب المدن وأعرقها.. يا أم الشرائع.. يا أم الحرية والانتفاض لنصرة الشعوب المظلومة.. يا مدينة العلم والمعرفة.. حتى الأشقاء ما وفّروك ظلماً وبهتاناً وعاثوا بك فساداً.. حتى أبناءك ومن كل الطوائف تشاركوا في تدمير كل ما بُنِي فيكِ.. حتى سياسييك ومصارفك كانوا أوغاداً فسرقوا مالية الوطن وزلوك..
بيروت يا أحب مدينة في الكون.. كنتِ مدرسة للعرب.. كنتِ حاضنة للهاربين من أوطانهم.. كان صدرك رحباً ورزقك وفيراً.. ما كان اللبناني بائساً ولا متسوّلاً.. لكن الطغمة الحاكمة حوّلت أكثر من 65 بالمئة من شعبك إلى بائسين.. يبحث بعضهم عن لقمة العيش في الزبالة المتعفنة نتيجة تقصير بلدية بيروت..
خزّن مَنْ خزّن المواد القاتلة في المرفأ وفي أماكن أخرى ذكرت.. وقام العملاء بإعلام إسرائيل عنها.. لماذا الصمت وقد قامت إسرائيل بقصف العنبر 12؟ لماذا لم يتقدّم الحكم بدعوى إلى الأمم المتحدة للتحقيق مع إسرائيل؟ لماذا الحكم صامت عن كل الأذى الذي لحق بك؟ ولماذا رئيس الحكومة الذي قال إنّه نفّذ 95 بالمئة من خطوات الإصلاح؟ ليدلّنا الدكتور حسان دياب على الإصلاح الذي صنعه قبل أن يستقيل.. كفى كذباً على الشعب.. لماذا اختفى وزير الطاقة عن المسرح؟ يا عيب الشوم على رهط الحكام في دولة الفساد؟!
رغم كل الأذى الذي لحق بمنزلي والذي آذاني.. إلا أنّ الأذى العام في المرفأ ومحيطه وعدد الشهداء والجرحى والخراب.. سيظل يؤذيني حتى آخر رمق من عمري.. حفظك الله يا ست الدنيا.. يا حبيبة؟!