بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

6 نيسان 2019 12:13ص خذلان الشجعان

حجم الخط
سأل الشاب العشريني والده المخضرم في الحياة السياسية والمقاومة والقومية: لماذا يسكت الناس عن كل هذا الفساد الذي أوصل البلد إلى حافة الهاوية؟ أليس هنالك من رجل شجاع يقود هذا الشعب ضد الظلم والاستبداد السياسي؟
ردَّ الوالد: نحن في العالم العربي تعوّدنا الصراخ دون الفعل، وإذا ظهر رجل شجاع كنّا سبّاقين إلى خذلانه وأمثلة التاريخ كثيرة، سأروي لك قصة مقاوم مصري فبعد مقاومته للحملة الفرنسية بقيادة نابليون تم الحكم عليه بالإعدام، إلا أن نابليون أرسل إليه وأحضره وقال له: يعزّ عليّ أن أعدم رجلا دافع عن بلاده ببسالتك ولا أريد أن يذكرني التاريخ بأنني أعدم أبطالا يدافعون عن أوطانهم، ولذلك عفوت عنك مقابل عشرة آلاف قطعة من الذهب تعويضا عن من قتل من جنودي.
ردّ المقاوم: ليس معي ما يكفي من المال ولكن أدين التجار بأكثر من مائة ألف قطعة من الذهب... فقال له نابليون: سأسمح لك بمهلة لتحصيل أموالك. فما كان من المقاوم إلا أن ذهب إلى السوق كل يوم وهو مقيّد بألأغلال ومحاط بجنود المحتل الفرنسي ولكن يحدوه الأمل فيمن ضحّى من أجلهم من أبناء وطنه فلم يستجب تاجر واحد بل اتهموه أنه كان سببا في دمار الأسكندرية وسببا في تدهور الأحوال الاقتصادية... فعاد إلى نابليون خالي الوفاض، فقال له نابليون: ليس أمامي إلا اعدامك ليس لأنك قاومتنا وقتلت جنودنا ولكن لأنك دفعت بحياتك مقابل أناس جبناء تشغلهم تجارتهم عن حرية الأوطان.

أخبار ذات صلة