تحركت صفائح الارض السفلى ووقع زلزال المغرب كارثة لا زالت أرقام ضحاياها تتزايد يوماً بعد يوم.
هبّ العالم من أقصاه إلى أدناه للمساعدة ومد يد العون في انتشال الضحايا ومواد عينية للناس المنكوبة.
ظاهرة انسانية تستحق الوقوف عندها، وكأن سكان هذا الكوكب بما فيها انظمة حكمهم تتذكر انسانيتها من وقت إلى آخر مع حلول النكبات والكوارث.
وفي الوقت عينه التي تقوم فيه دول بإرسال المساعدات على أنواعها وفي الكواليس والغرف المغلقة يتم التخطيط وتؤخذ القرارات بانقلاب هنا وثورات وحروب صغيرة كبيرة واحتكارات هناك.
فكيف يتوافق هذا مع ذلك!
أم أنها ازدواجية الخير في دماغ الانسان الفرد التي تتجسد في دول وأنظمة حكم.
أم أنه نوع في التكفير عن ذنب وقع في مكان ما في مكان آخر.
هل غريب أمر ما يجري الآن على سطح هذا الكوكب؟ يستغربه انسان اليوم مع انه ورثه عن نسله منذ تكوُّن أول مجتمع بشري على ضفاف الأنهر.. فهذا الانفصام من أساس تكوين الكائن البشري، فاجتماع الخير والشر في تركيبة واحدة ليس مستهجناً لكن العبرة في سلوكه وقناعة هذا الكائن.
دكتور جايكل ومستر هايد موجودان في كل مجتمعات الدنيا ويتجسدان في أنظمتها الخارجة من نسيجها.
فلتقدم المساعدات كما يجب حيث تحصل كوارث ونكبات الطبيعة، لكن ذلك لا يكفي فالمطلوب معها بعض الرحمة في قرارات الغرف المعتمة والمقفلة.. هذا إن حصل.
وإلى ذلك الزمن الرحمة لضحايا زلزال المغرب والعون لكل من يستحق العون.