بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

11 آذار 2023 12:18ص ذبابة على وجه الوطن

حجم الخط
لا أذكر بالضبط أصل هذه الحكاية، لكن على الارجح انها تكون وردت في كتاب ابن المقفع (كليلة ودمنة) أو في كتاب غيره.
تقول الحكاية ان رجلاً صادق دباً، وتوطدت الصداقة بينهما إلى حدّ عدم قدرتهما على الافتراق عن بعضهما، فحصل بينهما ما يشبه الانصهار أو ما تم الاصطلاح عليه اليوم في عالم السياسية (الوحدة الوطنية)، المهم ان العلاقة بينهما استمرت في تناميها دون ان يحدث ما يعكر هذه العلاقة الا حين يحصل خلل في تناول الطعام أو ما شابه، فيكون هناك بعض «الحرد» الذي لا يستمر طويلا.
واعتادت الناس على مشاهدتهما  معاً وبات منظرهما ملوفاً.
الى ان جاء يوم وذهب الصديقان في نزهة الى الخلاء للترويج عن النفس.
في هذه النزهة في البرية أدرك الرجل النعاس فنام معتمداً في حراسته على ثقته في صديقه الدب الذي وقف على حراسته.
وحدث ان ذبابة بدأت تحوم فوق وجه الرجل والدب يراقبها وهي تحوم الى ان حطت فوق وجه صاحبه.
أثارت الذبابة حنق الدب وخاف ان تكون السبب في ايقاظ صديقه من نومه.
فكر الدب ملياً وقرر القضاء على الذبابة فاحضر صخرة ورفعها فوق رأس صديقه وما ان حطت حتى ألقى بالصخرة علی وجه النائب فحطمه.
لم تُقتل الذبابة بل قتل الصديق.
السؤال الآن..
هل كان ابن المقفع أو حاكي الحكاية ينظر الى واقعنا السياسي اليوم؟..
والى بعض اهل السياسة وهم يرفعون الصخرة بانتظار قتل الذبابة التي تحوم فوق وجه الوطن؟
ألا يدرون ان ميزان الدنيا مبني على الثواب والعقاب..
وان أشد انواع العقاب هو عقاب التاريخ؟
وان خيانة الامانة هي أبشع أنواع الخيانات؟
أخبار ذات صلة