بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

31 آب 2023 12:00ص رسالة إلى الله!

حجم الخط
يا رب إليكَ أتوجه.. ومَنْ لي سواك أشكو إليه وجعي وضعفي.. رصاصة طائشة اخترقت جسدي الطري الصغير.. انتزعت روحي رغماً عنّي.. وأنهت رحلة عمري قبل أنْ تبدأ..
يا رب لا طلب لي إلا حقي.. ولستُ أدري مَنْ غريمي.. مَنْ هَدَر دمي عامداً أو عن غير قصد؟.. مَنْ قتلني وحرق قلبَيْ والدَيْ؟.. مَنْ شاء أنْ يفرح هادراً دمي؟.. مَنْ قرّر أنْ تكون سعادته على حساب موتي.. واختتام مسيرة عمري؟! 
يا رب لستُ أدري درب انتظاري كم ستطول.. إلى يوم موعود تُردُّ فيه المظالم.. يكون «أبيضَ على كل مظلوم أسود على كل ظلم».. ويكون لي منه نصيب أقف أمامك أنا وقاتلي.. 
يا رب راضية قانعة بأنّ قدري.. ومنذ الأزل كُتِبَ على اللوح المرصود.. في اللحظة واليوم والساعة والمكان.. لكنّك العدل والحكم فاحكم لي بالقصاص.. ممَّنْ كان الوسيلة لهذا القدر والنصيب..  
يا رب لا تجعل قدري محكوماً على سواي صغاراً كانوا أم من الكبار.. والجم أيدي كُلَّ مَنْ سوّلت وستسوّل له نفسه أنْ يتسلّى بسلاح متفلّت لعين.. يشتري فرحه بآلام الآخرين.. يزغرد سلاحه لنجاح أو زفاف أو مولد أو أي مهما كان.. على حساب أخيه الإنسان.. فيُهدر دم بريء لا ذنب له إلا تواجده في المكان الصح بالزمان الخطأ..
 يا رب في بلدي السلاح متفلّت.. والزعران يتباهون بأسلحتهم التي لم تثقل يوماً ضمائرهم.. بل تنزل جرائمهم برداً وسلاماً على قلوبهم.. لا همَّ لهم إنْ قتلوا هذا أو أعاقوا ذاك.. أنْ يتّموا هذا الطفل أو رمّلوا تلك السيدة.. المهم اللهم نفسي أفرح ولو على حساب موت الأبرياء..
يا رب أنا نايا إبنة السنوات السبع.. أحدث ضحايا الرصاص الطائش.. و»الورد اللي بعده زرار دبل ومات».. وانتهت القضية.. الجاني مجهول والضحية ليست الأولى.. ولن تكون الأخيرة في بلد الدويلات والزعامات.. 
أخبار ذات صلة