بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

3 آب 2023 12:00ص زينة الأوباش!

حجم الخط
غريبة وأكثر من غريبة أحوال هذا الشعب.. فقر وأتراح فقلنا: آمين.. ثراء فاحش وليالٍ ملاح وأفراح وقلنا: اللهم آمين.. لكن أن نستورد الأذى والهلع والموت ونوزّعه على بعضنا بعضاً.. فلا والله ليس آمين ولا صدق الله العظيم.. بل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
بعيداً عن ألعاب الأبالسة في مخيم عين الحلوة.. وبعيداً عن السرقات والاعتداءات وحوادث السير.. وحتى ارتفاع منسوب أبناء الزنا واللقطاء المرميين هنا وهناك.. وحتى جرائم سفاح القربى وانتهاكات الأعراض.. وأخطاء الأطباء المميتة.. نعود في كل موسم إلى نفس النغمة «رصاص طائش».. 
نجح إبنك أو ابنتك من حقّكم الفرح.. ولكن سواكم من حقه الفرح بأعمار أبنائه.. الرصاص الطائش زغرّد ويزغرد وسيبقى يزغرد.. طالما ليست هناك دولة بل دويلات سلاح متوزّع.. وزعامات أحزاب وزعران أحياء.. وأمن ذاتي منتشر بين كل الطوائف والمناطق دون استثناء..
السلاح بخفيفه وثقيله «زينة الأوباش».. فالرجال الرجال حقاً يتباهون برجاحة العقل وقوة الزند.. لكن «السلاح بإيد الحمار بيجرح».. وهو ما نعيشه في زمننا الحالي.. تراه يشكو من الجوع والقلّة وضيق ذات اليد.. وفجأة ترى مسدّسه «يترغل» لأي مناسبة كانت في الهناء أو العناء..
لا همَّ له سوى سرقة القليل من الفرح في الزمن الأسود.. وإذ به ينشر الحزن ويُلبس الناس الأسود.. إبن على أمه أو أبيه.. أم على ولدها أو ابنتها.. ألم نشبع موتاً؟!.. ونحن على بُعد يومين من تفجير العنبر 12 في مرفأ بيروت.. 
ألم يمل سفهاء الطرقات والزواريب والشوارع من التباهي بأسلحة لا تعرف للرجولة من معنى؟!.. رحم الله أيام رجالات لبنان الذين كانت الصقور تقف على طرفي شنباتهم وكلماتهم حق يُفصل بها عن الباطل..
أخبار ذات صلة