بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

9 تشرين الثاني 2023 12:04ص سلاحهم التاريخ إنْ حكى!

حجم الخط
بين 7 تشرين الأول و9 تشرين الثاني.. شهر ويومان مرّت بكل الدقائق واللحظات والليالي الطويلة والآلام والدموع.. شهر ويومان على عملية «طوفان الأقصى» والعداون الصهيوني على غزّة.. وأكثر من 10 آلاف شهيد فلسطيني و3 أضعافهم من الجرحى.. معظمهم بحال الخطر..
وماذا بعد؟!.. يأتيك مَنْ يتبجّح عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. ممَّنْ حملوا الترند «وداروا به» أوّل أيام العدوان.. اكتساباً لأكبر قدر من المشاهدات.. وانتفضوا لمجزرة المستشفى المعمداني «وصالوا وجاولوا».. لكن خفّت عزيمتهم مع مجزرة جباليا.. وغابوا عن السمع من المجازر المتوالية.. ليعودوا و»يركبوا الموجة» مع شهيدات عيناتا..
والأنكى أنّهم اليوم يطالبون بالعودة إلى الحياة الطبيعية.. فطالما «حلّت عن ضهري بسيطة».. لا طبعاً «ما حلّت ولا حتحل عن جنوبنا».. الذي تحل كل ليلة من لياليه أسوأ من التي سبقتها.. وكلّما ظنّنا بأن المساء سيكون هادئاً.. يشعله العدوان متجاوزاً حدود القرار الدولي 1701..
و»متل الأربعا بنص الجمعة» كي لا أقول مثلاً شعبياً «من تحت الزنار».. يتهجّم بعض مَنْ يصفون أنفسهم بأصحاب الأٌقلام على «ثكالى غزّة والجنوب».. منتقدين بكاءهم وترحّمهم على مَنْ «وئدوا ظلماً وعدواناً».. وسائلين: أين كنتم حين كان أطفال ناغورني كاراباخ من الأرمن يموتون؟!.. 
ببساطة و»بلا لف ودروان».. فليخرس كل لسان يتكلّم لمجرّد الكلام.. وليصمت كل مَنْ يسأل عن مصير أطفال شُرّدوا وقتلوا هنا وهناك حول المعمورة.. لأنّ الأولوية بالأمس واليوم وغداً وإلى ما بعد بعد الغد.. وإلى «يوم الدين» لأطفال فلسطين.. 
لذلك، آن الأوان أنْ يخرس المتاجرون بالقضية.. وأنْ يخرس النخّاسون وباعة الضمير في سوق الأمم.. لأنّ لعبة الأمم أكبر من كل متخفٍّ خلف منصة تفاعلية للاستثمار و»التراندات».. ولأن أطفال الحجارة سلاحهم التاريخ إنْ حكى.. لكنّه «شاهد أخرس» على أكبر خيانة للدين والأرض والعرض والشرف والمروءة والكرامة..
أخبار ذات صلة