في الولايات المتحدة يكرمون كلباً بوليسياً لأنه خدم بتفان المؤسسة العسكرية، في لبنان بتركون مئات المتقاعدين في الجيش وقوى الامن تحت رحمة الفقر والذل بعد ان اصبحت رواتبهم لا تسمح لهم بشراء الدواء حتى.
في دولة اخرى ينفقون مئات الملايين على جنازة ملكية او زفاف ملكي، بدون ان يمسوا باموال الشعب وفي لبنان يزوجون ابناءهم ويدفنون موتاهم على حساب هذا الشعب.
الهدف ليس المقارنة بين شبه دولة ودولة بل المقارنة بين مسؤول ومسؤول، مسؤول اوصل بلاده الى حالة انهيار كامل ولم يتحرك الشعب لعزله، ومسؤول جعل بلاده مفخرة للعالم فلا بأس اذا اكرموه بجنازة او زفاف مناسب.
حتى ان المقارنة بين لبنان اليوم ولبنان الامس تجعلنا نطأطىء الرأس، سلمنا اجدادنا واباؤنا بلداً كان مدرسة ومستشفى وجامعة لكل الشرق، فحولناه بجهلنا وتركنا مصيره بيد حفنة من المجرمين الى مزبلة البلاد، حتى اننا تفوقنا على اكثر البلاد جهلاً وتربعنا بالتضخم على عرش القائمة الدولية.
كل هذه المعطيات لم تحرك شعرة من شعر اي مسؤول ليشعر بما جنت يداه، بل الانكى انهم ما زالوا يستمرون في سرقة وبشكل وقح طبعاً من سيحاسبهم، فلا الشعب يحاسب ولا حتى الدول التي تدعي اهتمامها بلبنان تحاسب، وهذا البلد متروك لمصيره الذي بات معروفاً في ظل طغمة تتناحر على منصب من هنا او منصب من هنالك تحت مسميات طائفية، هذه الطائفية العلة التي ستقتل لبنان حتماً.