تنقل شاشات الفضائيات من فلسطين مشاهد ومواقف ذابحة على مدار الساعة أكوام من الالم تتراكم لرؤية هذا الامتهان للقيمة الانسانية وللظلم الفادح اللاحق بشعب لا يطلب إلا حقه في وطنه.
دمار عظيم وشهداء ترتقي بالعشرات والمئات، كل ذلك يولد بعض القنوط، لكن يولد من بين طبقات الالم مشهد يؤشر بأمل يخفف من وطأة ما يجري إلى حد ما.
منها هذا المشهد.
تسأل الصحافية وزميلها طفلاً من غزة في حوالي العاشرة من عمره يكسوه الغبار وكأنه خارج من تحت الردم تقول له.
- ماذا تريد أن تكون في المستقبل؟
لا بد أنها تتوقع جواباً مختلفاً عما قاله كانت تتوقع أن يقول انه سيصبح طبيباً أو مهندساً الخ..
لكنه أجاب:
نحن هنا لا نكبر!.
جواب فيه من المعاني أكثر في تحليلات كل المحللين السياسيين الذين يملاؤون الشاشات.
قد يكون هذا الطفل ابناً لشهيد وقد يكون شاهد استشهاد اخوته أو أبناء جيرته.. او.. أو..
لكن إجابته تحمل الكثير من الامل. فهذا الجيل من أبناء فلسطين هو الجيل الثالث الذي مرت عليه نكبة 1948 .
فالجيل الاول من المقاومة أسس، والجيل الثاني يقاتل، والجيل الثالث ومنه هذا الطفل سيحرر...
رغم كل ما يجري ورغم غزارة الدم الذي يُسفك ظلماً، ورغم الدمار والتشرد فبذرة الامل لا تموت.
لأن بكل بساطة..
لأن الحق يموت.. فكيف وخلفه مطالب؟