بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

10 كانون الأول 2019 12:03ص عربجية السياسة ومحاسيبهم

حجم الخط
ينطبق وصف الطاقم السياسي في وطننا.. من قاعدة المحاسيب والمستفيدين إلى المتحكمين في مصير الوطن بالسياسيين «العربجية».. والكلمة ليست مستعارة بل إن النّاس في نزهاتها سابقاً كانت تستخدم الحناطير.. والحنطور يقوده عربجي يوجه الجحش أو الحصان الذي احيل من الخدمة إلى الطريق الصواب.. كانت هذه وسيلة التنقل على الشواطئ وبين البساتين التي يطول طريقها..

إذاً الطغمة الحاكمة في هذا الوطن.. تذكرني بزمن العربجية وادوارهم في أخذ نقلات المتنزهين أو المضطرين لعيادة مريض خارج المدن وكيف كانوا يتحاصصون الزبائن.. تماماً كما هم اليوم يتحاصصون المواقع السياسية.. ويفرضون هيلمانهم عبر المحاسيب والمستفيدين.. اما الشعب وبعد 57 يوماً من الثورة.. في نظر أولئك العربجية: هم من الجحاش أو الاحصنة التي احيلت على الخدمة.. وخيل الحكومة عندما يعجز تطلق عليه رصاصة الرحمة. عربجية السياسة ومحاسيبهم.. نهبوا وسلبوا وأفرغوا الخزينة والمصارف من محتوياتها من العملة الصعبة.. حصنوا بها مصارف الغرب بملياراتهم.. دون التفات الى مصلحة الوطن والمواطن الذي يئن من فقره، من جوعه، من مرضه، من حاجته إلى الدواء والكساء.. بينما هم ملابسهم ماركات عالمية كما احذيتهم وربطات عنقهم..

هم لا يشعرون بأن ما نهبوه هو مال سحت.. ولكن هم على كراسيهم متربعون.. لا يبالون بثورة الشعب التي دخلت يومها الـ57 لماذا؟ ربما لأنهم لا يقدرون الشعب حق قدره ويعتبرونه من الجحاش أو كأحصنة الحكومة.. رغم ان غالبية الثوار من الشباب المثقف من الجامعات أو التلاميذ الذين يطالبون بمستقبل أفضل للبقاء في الوطن.. بربكم.. هل سوّلت لكم هلوساتكم الفكرية ان تطلقوا مواويل عتابا بعظمتكم وسلطانكم الذي لن يزول؟

بالطبع كل شيء زائل.. ولكن عليكم ان تنزلوا من على عرباتكم والا تعتبروا الشعب حيوانات لخدمتكم.. انتهى زمن الصمت.. والكل يقول من هؤلاء الشباب.. «نموت من أجل زوال الفساد»..

إذا كان ثمة من تاريخ.. حاولوا تبييضه فالملك قارون ذهب إلى حفرته فارغ اليدين والسلطان سليمان القانوني طلب مد يديه حتى يعلم الجميع ان كل ما جناه في غزواته بقي في الدنيا!


أخبار ذات صلة