بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

11 كانون الثاني 2018 12:05ص على درب النوم!!

حجم الخط
فيما عقارب الممتشقة لحجيرات الجدار.. تشير إلى اقتراب موعد بزوغ الفجر.. ودموع الليل تتهاطل.. وعويل الأجواء تتهاوى على أسماع الأشباح النائمة.. إذ بظلٍّ قادم من البعيد.. خطا صوب مرقد «صاحبنا».. يجرجر خلفه أذيال ثوب تتراقص مع عصف الريح..
وبصوت أقرب إلى خفقات القلب.. ونغمات أعبق من عطر «تلاوة قرآنية».. تنزل على الفؤاد فتحيله برداً وسلاماً.. قالت: «بابا كتير برد.. بابا بدّي مَيْ».. ولوهلته ظنّ نفسه يحلم.. أو إنّ طيفاً ملائكياً يسرح في فيافي منامه الشتوي..
وبلمسة من برد كانون حطّت رحالها على رقبته.. أثلجت مجرى الدم في عروق جسده المتهاوي.. فوق مثوى الروح واستسلام الجوارح.. قفز من سُباته العميق.. مُكبِّراً ومُبسملاً ومستفسراً عمّا حلَّ به.. أهي نفحة من سكرات الموت.. أم إنّ وحياً ملائكياً ينقل إلى رؤيا إلهية..
فإذ بها «ملاك داره» تطوف في البيت «بردانة.. عطشانة».. تسعى عمَّنْ يروي ظمأها ويدفئ جسدها الصغير النحيل.. فإلى فراشه الدافئ رفعها.. ودثّرها بغطائه الصوفي.. مردّداً «تكرم عينك يا بابا».. وتوجّه صوب مياه الشرب.. ليحضر لها بعضاً ممّا تبل به مجاري عطشها..
وأما وقد ارتوت وتدفأت.. لكنّها «صحصحت».. وما عاد للنوم من مطرح في قاموس ليلتها.. وبما أنّ «صاحبنا» أدّى صلاة فجر ذاك اليوم.. وهي تمتطي ظهره مردّدة «بابا هصان».. إلا أنّها أبت أنْ تنام.. وبعد أخذ ورد وحوار ومناقشات.. كان النصر له فأقنعها بمشاهدة «الرسوم الكرتونية».. مصحوبة بكوب من الحليب الدافئ.. فما كان من عينيها اللؤلؤيتين إلا أنْ تصاحبتا والنعاس على درب النوم...


أخبار ذات صلة