بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

10 تشرين الأول 2017 12:00ص على ماذا نحسد؟!

حجم الخط
هل فعلاً نحن نعيش في نعمة وبلد مميز كما يقول السائحون؟
السيّاح يأتون ليمضون أياماً جميلة.. يدخلون المطاعم المشهورة.. يذهبون إلى الأماكن السياحية والأماكن الراقية والفنادق الفخمة التي قدمت تنزيلات خلال موسم الصيف.. لتحصل على أكبر كمّ من المبيت في غرفها.. 
نعم هناك فئة غنية أو مغتنية على حساب الشعب الفقير.. لا تعرف قيمة للمال الذي تنفقه بالطول والعرض.. وهذه الفئة يجدها المرء تتنقل بين المطاعم الراقية والأماكن السياحية بإمتياز.. وهذه الأماكن محروم من إرتيادها بنسبة 95 في المئة من الشعب اللبناني.. وحتى مقاهي شارع الحمراء الراقية والمتداول اسمها على كل لسان.. إذا دخلها شخصان لساعة وطلبا على سبيل المثال إثنين «شكولامو» مع قاروة ماء خرج منها بدفع 48 ألف ليرة لبنانية للأسف؟!
صديقتي التي زارت لبنان.. ولإكتظاظ برنامجها مع صديقاتها.. رأيتها مرّة واحدة.. عزمتها على الغداء في منزلي.. قالت: سأحاول أن أجد الوقت لتلبية الدعوة..
سافرت دون ان تودعني أو تشكرني على هديتي المتواضعة التي تركتها لها في الفندق.. لكنها لم تكلف نفسها عناء شكري من بيروت.. بل شكرتني بعد قرابة العشرين يوماً من بلدها هاتفياً وعلى هديتي.. وقالت الحمد لله أنتم في ألف نعمة.. بلد جميل وأماكن أجمل للحياة والنزهات «نيالكم على هذا البلد».. ضحكت من قلبي وأنا أتألم متمنية أن يكون حال بلدها كما أرى بلدي.. كما أرى المرضى يموتون على أبواب المستشفيات.. كما أشعر ككل اللبنانيين بعدم القدرة على شراء الحاجيات الضرورية.. على الوضع الاقتصادي والمعيشي المزري.. على الوضع الأمني الرث..
فعلاً.. لا أتمنى أن يكون وضع أي بلد عربي كما أوضاع بلدنا.. ولا حال شعبه كحال شعبنا.. السمكة المستقوية إقليمياً تأكل الأسماك الوطنية.. تُرى على ماذا نحسد في بلد لا آمال فيه بغدٍ أفضل؟!

أخبار ذات صلة