يقال ان السيد «فالنتاين» حمل عدته من دبب وقلوب حمراء وولى هارباً من بلد لا بل من منطقة وهو ينظر خلفه خوفاً من أن يكون هناك من يتبعه لفرض ضرائب عليه أو زيادة تعر فة الكهرباء، أو أن يكون في بلد يجد فيه مشقة في تأمين قوته، وهمس لبعضهم انه قد يفكر في العودة في الاعوام المقبلة، اذا خلت رؤوس الطبقة الحاكمة عندنا من مخططات «التشبيح» وأكل المال العام والعبث بمصير وطن الناس الطيبين الطالبين فقط للسترة والحد الأدنى من الامان والاستقرار.
وخاف مستر «فالنتيان»، وهذا أحد أسباب هروبه من مرض يصيبه نتيجة للتلوث عندنا في كل شيء، خصوصا في عقول حكامنا ويضطر بالتالي الى دخول مستشفى للعلاج فيموت على بابها لانه لا يملك سيارة لرهنها ولا توصية من زعيم أو رئيس حزب ما.
وفي هربه تفقد جيداً أمتعته خوفاً من أن يكون أحد ما قد دس في حقائبه بعض الانتاج الوطني من الـ«كابتاغون» فيعلق في حيص بيص وورطة لا ينقذه منها أحد لأنه غير محسوب على أي مركز من مراكز القوى في البلد.
وفي هربه أيضاً حمل معه كل قوارير العطر التي كان قد جهزها للهدايا لعلمه بأن كل روائحها لن تغطي روائح الموت المنبعثة من تحت انقاض تلك الانفاق التي سد غبارها أي ضوء في أي أفق.
حمل معه صور أطفال دون أهل انتشلوا من تحت الدمار الكبير وصور نساء ترملت ذات فجأة، ورجال باتوا دون عوائل. رحل خوفاً من اكمال المشهدية الكارثية بخروج ديناصورات وتفجر براكين فقد علم ان الكوارث صارت سمة من سمات منطقة بكاملها تصيبها المصائب منها وفيها من منطلق ان دود الخل منه.
حسناً مستر فالنتاين..
قد نلتقي في وقت آت..
وقت يحمل فجراً وشمساً تطهر الأرض من كل رجس.