توقفت عند بوست نشره الزميل عبد الفتاح خطاب على وسائل التواصل يعلق فيه على صورة لدبابة اسرائيلية على ظهرها يقف شاب فلسطيني يلوِّح بعلم فلسطين والدبابة استولى عليها مقاتلون فلسطينيون خلال معارك (طوفان الاقصى).
الصورة لافتة وبما تعنيه من دلالات، لكن اللافت ايضاً هو تعليق الزميل الذي يغلّ عميقاً في تاريخ القضية الفلسطينية إذ يقول (كبروا الاولاد)..
جملة تعني الكثير.. فهذا الشاب الفلسطيني الذي يلوح بالعلم الفلسطيني فوق الدبابة الاسرائيلية هو ابن وحفيد لأب قاتل في سبيل تحرير ارضه وجد سبقه إلى ذلك.
ثلاثة أجيال حتى الآن تعاقبت في طريق تحرير الارض التي اغتصبت من شذّاذ الآفاق، لأن هذا الارث يسير مع الدم في الشرايين ويذوب في نسيج الدماغ.
وعليه فليس مستغرباً ما يحدث الآن، وهذا النصر الذي تحقق مع ما فيه من شقاء للغلّ وإعادة لبعث روح الامل في روح امة، هذا النصر هو نتيجة لهذا الرسوخ في توالد الاجيال الفلسطينية.
ومن جهة أخرى فالامر ليس على علاقة بالشعب الفلسطيني، فالمظاهر الاحتفالية التي سببها نصر المقاتلين الفلسطينيين عمَّت العالمين العربي والاسلامي،لأن هذا الإرث كما انه راسخ لدى الفلسطينيين فهو أيضاً لدى هذين العالمين.. ولدى أحرار العالم.
الاولاد كبروا فعلاً.. ومعهم كبر الامل الذي نتحرّق شوقاً لوجوده.