بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 تشرين الثاني 2023 12:19ص كذبوا

حجم الخط
بعضهم أو بعضهن يخرجون مطلين من الشاشات بوجوه جادة وتقاسيم جامدة ليبلّغوا الناس عن مصائب ستحل وكوارث ستحصل وما في ذلك من ويل وثبور وعظائم الامور.
كثيرون يقفزون فوق هذه المشاهد وهذا الكلام ولا يقفون عنده، لكن، المشكلة تكمن في أقلية تأخذ الامر على محمل الجد وما يترتب على هذا الجد من كركبة لامور حياتهم غافلين عن ان الغيب هو من علم الله.
حضر إليّ مكفهر الوجه مع هالات سوداء تحت عينيه وسحنة تدل على معاناة شديدة وأرق من وزنها.
- ما بك؟ سألته؟
- قال: ألم تصلك الاخبار؟
- أخبار ماذا – .. قلت؟.
- لقد أطلت فلانة من يومين وقالت انه بتاريخ يوم الغد سيحصل حدث مهم بشكل مصيبة كبرى وان الامر يوجب الاحتياط وحسن التدبر .
- قلت: وما هو هذا الحدث؟
قال:»«لم تحدد ولكنها كانت جادة وكلامها يوحي بالثقة، مضت عليّ ليلتان لم أذق فيها طعم النوم وأنا أحتار بين الافتراضات عما إذا كان الحدث على علاقة بالطبيعة كزلزال أو بركان أو فيضان إلى آخره، وأحسب كل منها حساب ماذا أتصرف؟ أنا قلق للغاية وتنتابي الوساوس والحيرة.
ضحكت وقلت له بعد أن ينقضي التاريخ الذي حددته ولا يحصل شي سترتاح .
لم يظهر عليه انه ارتاح لهذا الكلام، كان يريد ان أشاطره الخوف.
مضى الموعد الذي حددته حضرتها للكارثة ولم يحصل شيء وبقيت الدنيا بألف خير.
بعد أيام شاهدته وهو يتفجر حيوية وأماناً.
لم أقل له شيئاً بل حزنت لمن يصدق أقاويل وتوقعات المشعوذين.
يلعبون بعقول من يصدقهم وإن كانوا قلة وينغصون عيشهم.
واللوم على هذه المؤسسات الاعلامية التي تسمح بظهورهم على شاشاتها.
كذبوا..
(كذب المنجمون ولو صدقوا).
أخبار ذات صلة