بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 أيلول 2019 12:00ص ليس هناك مِن أحد!

حجم الخط
ليس الحال على ما يرام. تكاد المخاطر المُحدقة بلبنان، من كل حدب وصوب، تُطبق عليه إطباق الوحش الكاسر على فريسته الهشة. ولسنا نبالغ، إذا قلنا بأننا بتنا نشعر بتلك الأنياب الحادّة، وهي تنغرز داخل لحمنا العاري، أكثر فأكثر. وكم من المؤسف أن صراخ الألم الذي يمزق أوصالنا، نحن اللبنانيين، ما زال لا يُسمع. 

موجات من الأزمات المتسارعة تضرب كل يوم أساسات هذا الوطن الصغير، فيهتز لها إنسانه اهتزازا عنيفا. وفي كل مرة يلملم فيها شتاته، محاولا على الأقل، الصمود في المكان الذي يقف فيه، فإنّ ضربة جديدة تصفع كيانه، وترمي به في لجة الأحداث المظلمة، بعيدا عن شاطئ الأمان. 

هل صار البلد مفتوحا على كل الاحتمالات؟ هل تدنّت المناعة عند الطبقة السياسية في مواجهة لعبة الأمم والمصائر الكارثية، إلى حدود الصفر؟ هل باتت عاجزة تماما عن ردّ الخطر الذي يتهدّد أمن الوطن والمواطن؟ ما زالت ذاكرة اللبناني طرية وإن آثر في نفسه السكوت على الكلام، لأسباب يعلمها الجميع. 

لكنه يستشعر ما يُحاك ضده في الخفاء. وقد وصلت خيوط المؤامرة هذه المرة، ليس إلى لقمة عيشه وحسب، بل إلى ما يدّخره من أموال قليلة، قد تُعينه على تلّمس طريق النفق الطويل في الأيام السوداء، التي يبدو أنّها قد أصبحت على الأبواب. 

ثمة من يلعب أقذر لعبة ضد المجتمع الإنساني. ومع ذلك، لا نرى حتى الآن، أن أحدا قد استفزه الأمر، وشحذ سلاحه الشرعي، من أجل أن يقطع الطريق على هؤلاء المجرمين المتلاعبين بمصائر الدول والشعوب. 

يمشي الناس على غير هدي، وفي غير اتجاه، تحركهم الإشاعات اليومية التي ترمى هنا وهناك، لكي تجعلهم كالقطيع المجنون الذي يتفرق عند أول خطر داهم. وليس هناك من يطمئنهم، وليس هناك من يقول لهم لا تخافوا..         


أخبار ذات صلة