هل اصبح التعليم في لبنان حكرا على «ناس وناس».. المدارس الخاصة ذات المستوى اللائق اسعار اقساطها تخطت حدود المعقول والمنطق.. والمدارس الرسمية حلم يراود الفقير اذا شرعت ابوابها لطلاب العلم بكل اعمارهم..
يوما ما كان لبنان منارة للعلم والعلماء.. أما اليوم فيريدون ان يعتموا على عقول اطفالنا.. ويحولونهم الى جهلة لا يفقهون من الرشد والنور شيئا.. تاركين المجال لأبناء أصحاب الدولارات والسيارات والقصور الفارهة ان يتعلموا.. والتاريخ لا ينسى يوم قال ذاك الاقطاعي لرعية ضيعته «ما بكفيكم عم علّملكم ابني»..
نعم.. اليوم والأمس قال وزير التربية بأنه سيضرب بيد من حديد على كل مدرسة تفرض الاقساط بالدولار.. وها هي كل المدارس كفرت وفجرت واقساطها تدولرت.. واليد الحديدية تحولت الى يد من جيلاتين.. تمسح بالعطف واللين على هيئات وادارات مدرسية شعارها «بزنس اذ بزنس»..
لبنان الغد مجهول المصير.. فنزويلا والصومال وحتى قندهار.. الاجرام يتفشى والقتل يتزايد والجهل رحلة طويلة لا تعرف نهاية.. وإخوتنا في دول الخليج العربي غزوا الفضاء.. وها هي رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي عادت من زيارتها الى خارج حدود الكرة الارضية.. لتكون اول عربية تتخطى الكوكب.. فيما لا نزال في لبنان بلا رئيس وحتى اننا وصلنا الى حدود الخطف والتهديد..
مصيرنا أسود في ظل وجود كل هذه الوجوه الكالحة من السياسيين والاقطاعيين المتحكمين برقاب العباد.. والناس مستمرون في رحلة انتخابهم البرلمانية على قواعد طائفية.. و»الله لا يقيمنا منستاهل».. لان التغيير يبدأ من رأس الهرم.. وحين يُلغى عرف طائفة رؤساء الجمهورية البرلمان والحكومة.. ويفوز بالمنصب الافضل.. عندها تبدأ رحلة لبنان واللبنانيين نحو تحولهم الى بشر بعد آلاف السنين الضوئية من «الحيونة».. فمتى تحين اللحظة؟؟