في أحد الأعمال التلفزيونية لغوار الطوشي مع حسني البرزان وردت العبارة التالية:
(إذا أردت أن تعرف ماذا في ايطاليا عليك أن تعرف ماذا في البرازيل).
تذكرت هذه العبارة وأحد الأصدقاء يحدثني متوجساً من مشكلة في وجود الخبز لأن الروس قصفوا مرفأ أوديسا قي أوكرانيا وهو المرفأ الذي تُصدَّر منه الحبوب ومنها القمح الذي منه خبزنا. قلت له: ولكن وزير الاقتصاد صرح بأن مادة القمح موجودة وكافية لأشهر وهناك بواخر قادمة محملة بالقمح فلماذا التوجس والخوف.
قال: هنا مربط الخيل.
قلت: ما المقصود؟
قال: وهل يثق الناس بكلام مسؤول من مسؤولينا؟!..
فلطالما اعتدنا على الوعود المعسولة في كل مناحي الحياة ويكون الحال عكسها تماماً هل تريد أن أعدد لك؟.
قلت: مش ضروري.
وفعلاً ضرورياً تعداد الوعود وحصول عكسها.
مشكلة عدم وجود الثقة بين الناس والسلطة مشكلة كبيرة خصوصاً إذا أزمنت.. وقد أزمنت.
فجماعة السلطة عندنا على براعة مميزة في اعطاء الوعود وهم على علم مسبق بأن ما يتنفذ هو عكسها.
ويعتبرون ذلك من قبيل الشطارة السياسية.
وعسى أن لا يكون كلام وزير الاقتصاد في هذا القبيل.
فعلى الأقل يبقى انسان هذا الوطن هو قادراً أن يحصل على الخبز الذي ليس به وحده يحيا الانسان.