بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

7 تشرين الأول 2020 12:00ص مكانكم راوح.. والشعب على نار الجمر

حجم الخط
ويسألونك عن بلد العيد، قل: هبّت النار وحكموه «البواريد»، ورغم دوران عقارب الساعة وتوالي الأيام، فقد توقف عنده الزمن تحت فضاء محكوم بالهلع والعناد، وبقاء الحال على ما هو محال.

علق لبنان في الدوامة محاصراً بأبشع وجه، بالهدر والنهب والفساد، والمعابر اللاشرعية وتهريب الوقود ولقمة العيش، بل ويحار بعض التجار والفجار دون خشية أو حياء، يحارون كيف يسرقون قوت المواطن المدعوم، ويشلون طاقاته وربيع حياته، ويحشرونه في ظروف وزوايا مأساوية، مهينة وكئيبة، يندى لها الجبين، وعلى عينك يا تاجر، ولا من يُحاسب. في العار أصبحنا، في الجحيم صرنا، قد يقول قائل: «نستاهل... خرجنا».. فهذا مصير من يسلم القيادة لعقول لا يُشرق فيها المستقبل، عقول تتقاذف حياتنا ومساراتنا، وتهدر طاقات شبابنا بعضها في وجع الهجرة على حدود الموت، وبعضها في دهاليز الموت، وعند اقدام الأمهات الثكالى وهن يستعدن أبناءهن من حروب الآخرين، وايضاً دون حسيب أو رقيب.

ونحن أحوج ما نكون إليهم، وإلى طاقاتهم الابداعية، للعمل معاً على خرق الدوامة واستعادة وجه لبنان الحضاري، بعد ان أُخرج من دوره المميز، أيام كان سويسرا الشرق بهوائه وأرضه وسمائه، وحاضن العرب بكلمته الحرة ومصيفه ومستشفاه وجامعاته ومصارفه ومطابعه، وشعبه محترم، وكذلك عملته وجواز سفره وشهاداته.. وغير ذلك الكثير، الكثير.

ونسألكم يا من حكمتم لبنان وأدخلتموه في الصراع والفساد في غفلة من الزمن، ماذا اضفتم إليه، واي مصير اعددتم له؟!..

فقد حشرتموه في الدوامة التي لا تعني سوى التراجع إلى مشهدية التخلف، خاصة عن ركب المجتمعات التي تعمل وتفكر بمستقبل شعوبها، حشرتموه في مصالح أنوية، ورحتم تعرقلون مساعي الإصلاح، وتفشلون محاولات الانقاذ، ومكانكم راوح، والشعب يتقلب على نار الصبر والجمر، في الوقت الذي يحتاج فيه إلى كل جهد إضافي، وإلى كل يد صديقة تمتد لانقاذه واستعادة دوره ومكانته وانسانه وبيئته الحضارية. وآخر الكلام كفوا عن عدائكم للوطن، اخرجوه من الجحيم، وأعيدوه إلينا بلداً للعيد، أو تنحوا واتركوه لمن يستطيع انقاذه.


أخبار ذات صلة