بيروت - لبنان

حكايا الناس

7 كانون الأول 2023 12:00ص منّك مقاطعة؟!

حجم الخط
غريب أمرنا نحن العرب.. أمثالنا الشعبية تجسّد واقعنا المُعاش بأبشع الصور.. لكننا نطبّقها بحذافيرها.. وكأنّنا لا نرى أو نسمع ولا حتى نعتبر من الماضي.. ومن هذه الأمثال قول بيروتي عتيق.. هو «كل فرنجي برنجي.. وكل قديم وإلو دفشة»..
ما دفعني إلى قول ذلك هو الانبهار العربي بمشاهير العالم الغربي.. ولو كانوا لا يستأهلون إلا البصق في وجوههم وليس تكريمهم أو حتى النظر إليهم.. لأنّهم تجّار دم ونخّاسون مؤيدون للصهيونية.. في زمن العدوان الصهيوني المستعر على غزّة العِزّة. 
ومن الأمثلة الكثيرة التي لا مجال لحصرها.. «شطحة» وسائل التواصل والإعلام الفني العربي ككل برقص نجمة الإغراء الجنسي والإثارة الثمانينات في هوليوود شارون ستون على أنغام أغنية نانسي عجرم.. وارتدائها فستاناً من دار أزياء عربية.. مع أنّ الست شارون «إسم يهودي أصلي».. كانت قبل أسابيع تبكي على الإسرائيلين قتلى عملية «طوفان الأقصى»..
لكن الحق مش على نجمة الفيلم الجنسي «غريزة أساسية».. بل الحق علينا لأنّه «رزق الهبل عالمجانين».. وكلما كبّرنا دفوفهم كلّما قرعوها فوق رؤوسنا أكثر.. إلا أنّ ما يوسّع القلب هو جيل طالع كل الأمل أن يبيّض الوجه ويُنير الدرب..
فإبنة الثماني سنوات وبينما كانت تتحادث مع زميلتها في الصف.. أخرجت الصديقة حلوة من نوع «بيضة كيندر» لتأكلها.. فسارعت الأولى إلى سؤالها: «منّك مقاطعة؟!.. هيدول أصدقاء إسرائيل اللي عم تقتل إخواتنا بفلسطين.. لازم كل حدا رفيق لإسرائيل ما نشتري من عنده»..
كلام سمعته المعلّمة وكبر قلبها فسألت تلميذتها كيف تعرف بهذه المعلومات.. أجابتها: باب صحافي ونحن على طول منتابع أخبار اللي عم يصير بغزّة.. لأن فلسطين يا Miss بوابة آخر الزمان.. والله رح ينصرنا مهما طال الزمن»..
أخبار ذات صلة