بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

21 أيلول 2023 12:30ص موازين العهر والشرف!!

حجم الخط
إنّه ميزان الحياة حين يقلّب موازين العهر والشرف.. فـ»تطبش» في بلدنا دوماً كفّة العهر بسياسييه.. وتتغلّب على كفّة الشرف بقوّاديه.. وإليكم حكاية سمعتها حين كنتُ ابنُ عشرٍ.. ومع مرور السنوات أيقنتُ بأن بلدنا «أكبر ماخور للعهر السياسي على وجه الأرض»..
سائق سيارة أجرة في سيتينيات القرن الماضي.. استوقفه زبون طالباً إيصاله إلى محلة «الزيتونة» في بيروت القديمة.. وعلى الطريق أشارت 3 سيدات إلى السائق من أجل أنْ يقلّهن إلى مكان ما.. فما كان من الزبون إلا وناشده ألا يتوقّف.. عارضاً دفع أجرة السيدات الثلاث.. 
وبعد إلحاح وافق السائق.. لكن بدأت الشكوك تدور في رأسه.. و»الفار لعب بعبه».. متسائلاً في قرارة نفسه: «شو قصّته هالزبون؟!.. ومين هالنسوان اللي ما بدو ياهن يطلعوا معه؟!».. 
فسارع الزبون إلى تبريد ناره.. «مع حق تشك وتسأل 100 ألف سؤال».. هذا ما قاله الزبون.. مُضيفاً: «عندما تعرض السبب يبطل العجب.. بالمختصر أنا «قوّاد».. وأُدير أحد أشهر مواخير «الزيتونة».. وإنْ لم تزره طبعاً سمعت عنه إنّه: بار فاروق».. 
وتابع: «ببساطة خفتُ أنْ نُصادِف على الطريق شخصاً ما يعرفني ويعرف مهنتي.. ويرى السيدات الثلاث معنا في السيارة فيظن بهن السوء.. أو أنّهن تعملن معي.. فيضيع شرفهن وتتلوّث سمعتهن.. وتلتصق بهن تهمة هُنَّ منها براء بسببي».
أضاف: «لذلك فضّلتُ أنْ أدفع أجرتهن.. ولا أنْ أكلّف ضميري عذاب أنا أقف «يوم الدين» أمام رب العالمين.. ويطالبنه بالاقتصاص منّي بتهمة زور.. وأنا يكفيني ذنوبي»..
«هيدي حكايتي حكيتا وبصدوركم خبّيتا».. ولكن أسأل: «أتعرفون في يومنا الحالي واحداً فقط من سياسيينا في وجهه وضميره ذرّة من شرف هذا القوّاد؟!.. لا أظن!!
أخبار ذات صلة