انتهت العطلة الصيفية.. واليوم أول أيام موسم مدارس 2023-2024.. موسم حافل بكل شيء إلا المعنى الحقيقي لرسالة العلم والتعليم.. أسعار الكتب والقرطاسية لا تقل قهراً وسطوة عن أقساط المدارس الخاصة.. فيما الراتب «إنّي أغرق أغرق أغرق تحت الدولار»..
في موسم 2022 – 2023.. وبعد الانتهاء من «قرف كورونا وتفشّيها».. اخترتُ مدرسة من أقدم وأعرق وأرقى المدارس البيروتية.. قسطها السنوي كان مرتفعاً لكنه ضمن إطار المقبول.. ومن اللحم الحي – والله أعلم – تم توفير كل المصاريف.. وانتهى العام بتفوّق ابنتي.. لكن على وقع كارثة عُظمى..
ارتفع القسط أضعافاً مضاعفة ليتجاوز الـ2800 دولار أمريكي.. مصحوبة بـ65 مليوناً من الليرة اللبنانية المنهارة.. والجمعية التي تتبع لها المدرسة شعارها «دبّروا راسكم».. وبعد أخذ ورد اضطررتُ لنقلهما إلى مدرسة أخرى تابعة لنفس الجمعية.. لكن بقسط مدرسي سنوي يقل بمقدار النصف.. مع المحافظة على نفس المستوى التربوي والعلمي..
وقبل أن تبدأ الدراسة بدأت الطلبات.. كُتُب طفلة في صف «الروضة الثالثة» يتجاوز سعرها الـ200 دولار.. إضافة إلى حجز أساسي تم دفعه عند التسجيل كان بمبلغ 50 دولاراً..
طبعاً ما سبق يأتي جنباً إلى جنب مع قسط مدرسي يبلغ 1300 دولار و40 مليون ليرة لبنانية.. ناهيك عن المستلزمات والقرطاسية والزي المدرسي.. التي لا تدخل ضمن المبلغ المذكور..
ما سبق هو غيض من فيض المدارس الخاصة للعام الدراسي المُنطلِق على إيقاع الإفلاس السياسي والحكومي وحتى البشري اللبناني.. بل هو برسم وزير التربية والتعليم.
وماذا بعد؟!.. الإمارات اخترقت حدود الفضاء.. والسعودية تعمّر الصحراء وتبني مُدُناُ مستقبلية من «نيوم» إلى «المكعّب» فـ»ذا لاين».. وقطر استضافت أول مونديال كرة القدم في التاريخ على أرض عربية.. ونحن نبني جيلاً جديداً على إيقاع الجهل والتخلّف والقتل والإجرام..