بيروت - لبنان

حكايا الناس

30 آذار 2023 12:37ص نحن مين وإنتوا مين؟!

حجم الخط
منتصف ليل الأربعاء – الخميس (اليوم).. دخلنا التوقيت الصيفي الذي استقتلوا حتى يسترجعونه.. متوعّدين بحروب صليبية أو عمالة صهيونية.. فقط للانتهاء من شريكهم في الوطن.. أي نحن النصف اللبناني المسلم.. 
سأقولها ولو «طائفية».. وليأخذ عليَّ مَنْ يأخذ.. ورغم أنّني كُنتُ أفضّل ألا أنحدر إلى مستواهم الوضيع.. إلا أنه أحياناً يفرض علينا الانحلال أن نصدّه بما يليق به لا أكثر.. لذلك وللمرّة الأولى أقولها: «لعن الله» الوطنية التي بين الحين والآخر.. يخرجون علينا بذريعتها مطالبين بالحقوق السليبة.. «لعن الله» عقولاً تمخضت عن «6 و6 مكرّر».. «لعن الله» كل مَنْ طالب بـ»مناصفة» و»مثالثة».. وتقسيم البلد على وزن هذه الزعامة وتلك الطائفة والملة والمذهب..
فعلاً «لما بيطلع العيب من أهل العيب.. ما عاد عيب».. نحن أهل حضارة وقيم وأخلاق والدين.. أنشأنا أمماً ودولاً بالموعظة والكلمة الحسنة.. وحكمنا الأرض من مشارقها إلى مغاربها.. لا فرق بيننا إلا بالتقوى.. لا نميّز بين مسلم ومسيحي وحتى يهودي.. عاملنا الإنسان بالإنسانية.. وكنّا له خير مثال.. فتحنا دول العالم بقيمنا وأخلاقنا أو «بحد السيف» لمَنْ طغى وبغى.. أبدعنا العلوم والجبر وكنّا أول من قال «إقرأ باسم ربّك الذي خلق».. 
نحن أهل وحدة وعروبة.. من المفتي الشهيد حسن خالد.. إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. إلى مساحة الوطن والعالم العربي أجمع.. فلا مؤسساتنا يوما كانت لوناً واحداً ولا أبوابنا تسكّرت بوجه أحد.. ولا رفعنا متاريس وقطعنا بيروت بين شرقية وغربية.. وإذا ما قرّرت أنْ أُعدّد وأكيل ما اقترفتموه قد تخونني الذاكرة.. لكثرة شيطاناتكم وخطاياكم..
وختاماً قد يقول «حقير» بأننا متخلفون.. نعم نحن رجعيون ومتخلّفون لأننا نتمسّك بأخلاقنا وقيمنا ومبادئنا التي لا تعرفونها.. ولكن رغم كل هذه القيم.. ما نسينا ولن ننسى لكن تناسينا.. ما راعيتم حرمة لا لكبير ولا لصغير.. خنتم العهود وبعتم الذمم وتاجرتم بالضمير والشرف.. عرفتوا «نحن مين وإنتوا مين؟!».
أخبار ذات صلة