حكايا الناس

(صحيح ان نيرون قد مات، ولكن ورثته عندنا)..

ما سبق هو «بوست» نشرته منذ أيام على الفايس بوك، الذي لا يتسع الا للكلام الموجز.

الى أي مدى تبدو حقيقة هذا الكلام؟ وخصوصاً في الشطر الثاني منه؟.

أي ان ورثة نيرون عندنا؟..

عندما جلس حاكم روما على كرسيِّه للريح العالي يتأمل روما وهي تحترق كان متمتعاً متلذذاً..

أليس هذه حالة حكامنا اليوم؟..

اختارهم الناس ليصلوا الى مراكز القرار ويقوموا بما يحفظ حقوق أناسهم، وتأمين أبسط أمور حياتهم ولكنهم يجلسون على كراسيِّهم العالية المريحة ينظرون الى الناس وهي تعيش في ظلمة وحلك العتمة، وشح المياه، وفقدان الدواء، وعدم وجود ثمنه إن وجد، وامان مفقود، ونهب موجود، ويبدون في راحة وكأنهم في استجمام، يتأملون كل ذلك وكأن الامر لا يعنيهم، لا بل يبرعون في التمثيل والدجل، ويغوصون في بحور النفاق والرياء بحثاً عن لؤلؤ المغانم وغنائم الحصص.

يخوت وسيارات فارهة وارصدة حبلى في شهرها التاسع وفقر مدقع وحاجة سوداء تعم البلد.

يلعبون على مسرحهم السياسي لعبة تمرير الوقت بكثرة، الخطابات والتصريحات التي لا تزيد نار جهنم الا استعاراً.. يسمعون اخبار مَنْ يركب البحر مع أطفاله مجازفاً بالحياة فلا يرون في ذلك الا تندّراً وكلاماً..

يسمعون عن المرضى الذين لا يجدون دواءً، وإن وجد، لا يجدون ثمنه،فيرون في ذلك ادعاءً مضخماً..

بئس طغمة حاكمة تكلمت عن جهنم وهي طغمة جهنم بعينها..

لكن سعيرها لا بد ان يطالهم ذات يوم..

ولات ساعة مندم.