بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

22 شباط 2024 12:10ص والله خير الماكرين!!

حجم الخط
أقرأُ خبراً أو أشاهدُ صُوَراً وتقريراً.. يُعقَد لساني وأُصاب بالذهول.. أهل غزّة غارقون في الجوع.. يأكلون عَلَفَ الدواب ويعيشون على مياه الأمطار إنْ هطلت.. وإنْ هطلت فكارثة الكوارث وهم مُشرّدون لا مأوى لهم ولا مفر..
ولكن أين «خيرَ أٌمّةٍ أُخرِجَتْ للناس»؟!.. أين أهل النخوة والضمير؟!.. أما من رجل حقيقي يقف في وجه الصهيونية الأمريكية - الإسرائيلية.. ويضع حدّاً لأكبر سجن مكشوف في العالم.. بل أفظع مجزرة وعملية إبادة جماعية في التاريخ.. لامست الـ30 ألف شهيد ومئات آلاف الجرحى.. وأكثر من 2 مليون نازح ومشرّد..
المعتصم بالله من أجل امرأة عربية واحدة فتح «عمورية».. وأنتم ترون النساء والأطفال والشيوخ يُقتّلون بأحدث أسلحة فتّاكة.. بل ويُنكّل بالرجال سواء أكانوا من عناصر حركة «حماس» أو مدنيين عاديين.. فأين الشرف وأين الضمير؟!.. الشعب العربي وين؟!.. وين الملايين؟!.. أم إنّها مجرّد أغنية وكلمات على إيقاع حماسي.. و»تصبحون على خير»..
بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023.. خرجت التظاهرات والتحرّكات الداعمة لفلسطين.. وسرعان ما بدأت تتراجع وتتراجع حتى أصبحت المصيبة خبراً عادياً يمرُّ على قنوات التلفزة.. أو في أفضل الأحوال نأسف قليلاً لاقتحام هنا أو مجزرة هناك.. وكأنّنا اعتدنا الأمر طالما هو بعيد عنّا..
لكن التاريخ قد يُعيد نفسه.. خاصة أنّنا أضعنا بوصلة الأمان.. فمَنْ يُدرينا بعدما استهدف الاحتلال الصهيوني الضاحية الجنوبية ثم النبطية فالغازية.. أنْ يصل الأمر إلى قرار يُعيدنا للعام 1982.. وأسلحته جاهزة بحراً وبرّاً وجوّاً.. ولن تمنعه «قوى الممانعة» فسلاحه أعتى وأقوى..
ومع ذلك يبقى الوجع فلسطينياً.. ويبقى الألم فلسطينياً.. وتبقى الغُصّة فلسطينية.. طالما هناك مَنْ يفتح دفاتر الماضي.. ويستعيد صفحات مُلطّخة بدم الشقيقين اللبناني والفلسطيني.. ليُسهّل على العدو إحكام مكره.. «والله خير الماكرين»!! 
أخبار ذات صلة