في ظل الحرب الضروس ما بين «نوائب التغيير».. المطالبين بتعبيد الطريق أمام الانحلال والانفلات الاأخلاقي.. وبين حملة شعواء مستميتة من مستوزرين ورجال دين و»صويحفيين» يرفعون راية الأخلاق والدفاع عن شرف الأسرة والطبيعة البشرية.. سيل من الأسئلة أوجهها إلى «كلن يعني كلن».. علَّ أحدهم يُجيب على أسئلتي أو بعضها ويطفئ ناري..
هل انتهت أزمات البلد.. وهوى سعر الدولار إلى أدنى مستوياته؟!.. وانتصرت الليرة وأصبحت «بخير».. هل أصبحت رواتب موظّفي القطاعين العام والخاص.. تكفي بدل الشهر اثنين وثلاث؟!.. وهل نقّبنا عن الغاز والنفط و»قبرنا الفقر»؟!..
هل توافرت الطبابة بالمجان وأصبحت الأدوية متوافرة للصغير والكبير وبأزهد الأسعار؟!.. هل ضَمِنَ الكبار شيخوختهم والصغار مستقبلهم.. وأمّنوا وأمِنوا على العمر بمديده أو ما تبقى منه؟!.. هل اختفت طوابير المحروقات والمصارف والصيدليات والصرّافين؟!.. وهل تفوّقنا على موناكو وسويسرا بحياة النعيم حتى بطرنا؟!
هل انتهى عهد المحاصصات والتوزيع الطوائفي لكل المناصب والمراكز والمواقع؟!.. هل أصبحنا دولة مدنيّة تبعاً لنص الدستور؟!.. هل قَبِلَ أحدنا بالآخر وما عاد الرأي يعني التخوين والعمالة؟!.. وهل فُتحت المعابر ورُفعت الدُشم وحُصِرَ السلاح بالجيش.. وهل اختفت الزعاماتية وتأليه الزعيم مقابل حفنة من الدولارات؟!..
هل اندثرت الرايات البرتقالية والصفراء والخضراء والبيضاء والزرقاء وكل ألوان الطيف ليرتفع العلم اللبناني وحدة ودون سواه؟!.. هل ارتفع منسوب مياه سيد المصيلحة والكهرباء أصبحت 24/24.. وهل أصبح بلد الأنهار مكتفياً بمياهه.. وما عدنا نشتري السيترنات والغالونات؟!
بالمختصر هناك ألف أزمة وأزمة.. ومليون كارثة ومصيبة نغرق في وحولها يومياً.. وما زلتهم تتناحرون على «مَنْ يشتهي مَنْ؟.. ومَنْ ينحرف بميوله تجاه مَنْ».. الله لا يرحمكم ارحمونا!!