يا رب.. تعجز الأحرف والكلمات والألسن عن وصف هول المجزرة التي ارتكبها الصهاينة في مستشفى المعمداني بقطاع غزّة.. بل يقف المرء مصدوماً لهول ما رأته عيناه من عدد الضحايا الأبرياء.. حيث اجتمع المُصاب والمُسعف والمًمرّض والطبيب.. كلهم معاً في آنٍ معاً.. ارتقوا شهداء إلى ربّهم ولسان حالك: «يا رب ما لنا سواك!»..
أهالي غزة تركهم العالم أجمع ليواجهوا مصيرهم.. تحت نيران أبشع إجرام عرفه الألف الثالث.. مُحتل قاتل سافل بنى دولته على الإجرام وعتك الأرض والعرض.. والأنكى أنّ الغرب الأعمى يدعمهم تحت شعار «لا لمعاداة السامية».. فيما هم حُفنة من قطّاع الطرق المجرمين جمعتهم الأزمان من كل حدب وصوب..
لا أصل لهم ولا فصل أبناء زنا وسفاح.. منهم الأبيض والأحمر والأصفر والأسمر.. لا تربطهم إلا «نجمة شيطانية» ووعد قذر منحهم بموجبه سافل حقير ملعون إلى يوم الدين.. أرض فلسطين وكأنها كانت ملك أبيه الذي ورثه أباً عن جد.. إنّه «وعد بلفور» رئيس الوزراء البريطاني الخنزير.. الذي وهب الصهاينة أرض فلسطين المباركة ليبنوا عليها دولة جهنمية هجينة..
75 عاماً مرّت.. ولا تزال القضية الفلسطينية حيّة فتيّة.. تكبر جيلاً بعد جيل.. وتورّث الألم والصبر من جيل إلى آخر.. بانتظار أن يأتي «أمر الله مفعولا» ويحق العدل الحق.. في زمن لا عرب فيه ولا مناصرين.. بل عجزة وخونة ومُطبّعين.. والعدل مصلوب ينزف السلام الملطّخ بدماء الأطفال العُزّل إلا من برائتهم وأحلامهم..
ماذا يمكن أنْ نقول والصوت أخرس وإنْ نطق؟.. كيف يمكن أنْ نصف إجرام الرئيس الأمريكي.. الذي حطَّ في تل أبيب دفاعاً عن «سلسال إبليس».. ومُطلقاً الضوء الأخضر لأكبر عملية إجرام غزو برية.. قد يرصدها العالم في الأيام المقبلة.. غير عابئ أو مُتعظ من مشهد أطباء يعقدون مؤتمرهم الصحفي.. بين جثامين الشهداء وأشلاء ضحايا الإجرام الصهيوني.. و»إلك الله يا غزّة.. ما تندهي العرب لأنهم نايمين!»..