بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 نيسان 2024 12:11ص 200 يوم على تدمير غزة.. ونتنياهو يحشد لتطويق رفح

البنتاغون يسحب يده.. وانتفاضة في الجامعات الأميركية.. وكلام أبو عبيدة يُحفّز عائلات الأسرى

فلسطينية تستصرخ ضمير العالم فوق أنقاض المباني المدمرة في غزة فلسطينية تستصرخ ضمير العالم فوق أنقاض المباني المدمرة في غزة
حجم الخط
في اليوم الـ200 من التدمير الإسرائيلي الممنهج لقطاع غزة على مرأى ومسمع العالم، قال الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لـ "حماس" أبو عبيدة أمس إن إسرائيل "عالقة في رمال غزة" داعيا الشعوب العربية والإسلامية إلى تصعيد الحراك الداعم للمقاومة.
وفور بث "الجزيرة" الكلمة المصورة لأبو عبيدة تحركت عائلات الأسرى الإسرائيليين لمزيد من محاصرة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يمنع هذا الآن إقرار صفقة التبادل مع حماس. 
في الأثناء أعلنت السلطات الصحية في القطاع أمس ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول إلى 34,183 شهيدا و77,143 مصابا  وذلك بعد ارتكاب الاحتلال 3 مجازر وصل منها 32 شهيدا و59 مصابا إلى المستشفيات خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية.
 وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها المكثف على مناطق عدة من وسط القطاع، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جيش الاحتلال يستعد لاجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة "قريبا جدا" في الوقت الذي سحب البنتاغون يده من العملية مشيرا إلى أنه لا يدعم هذه الخطوة. 
وفي مسلسل تساقط منظومة الجيش الإسرائيلي الذي أشارت إليه "اللواء" في عددها أمس أخطر قائد المنطقة الوسطى التابعة للجيش الإسرائيلي، الجنرال يهودا فوكس، رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، أنه يعتزم الاستقالة من منصبه في آب المقبل، بحسب ما أفادت تقارير إسرائيلية.
وتزامن الكشف عن عزم قائد المنطقة الوسطى التابعة للجيش الاحتلال على الاستقالة، في أعقاب الإعلان عن قبول رئيس الأركان ووزير الأمن الإسرائيليين استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان")، أهارون حاليفا.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، فإن فوكس اجتمع برئيس الأركان الإسرائيلي، هليفي، قبل نحو شهر، وأبلغه أنه يعتزم الاستقالة من منصبه الذي يشغله منذ نحو ثلاث سنوات، في الصيف المقبل.
وكان المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، قد توقع أن تؤدي استقالة حاليفا إلى موجات استقالة أوسع وخارج "أمان".
يأتي ذلك بينما وصفت الأمم المتحدة التقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في القطاع بأنها "مثيرة للقلق للغاية" ودعت إلى إجراء تحقيق "موثوق" في أعقاب انتشال الدفاع المدني في غزة 35 جثة جديدة من مقابر جماعية في مجمع ناصر بخان يونس، وبذلك يرتفع إجمالي جثث الشهداء إلى 310، كما اكتشف 3 مقابر جماعية.
وأمس قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنه "بعد 200 يوم من معركة طوفان الأقصى لا يزال العدو المجرم يحاول لملمة صورته".
وأضاف أن "العدو لا يزال عالقا في رمال غزة" مؤكدا أنه "لن يحصد إلا الخزي والهزيمة".
وقال ابو عبيدة لم نوثق إلا النزر اليسير من ضربات أبطالنا للعدو. مضيفا  بعد 200 يوم ومقاومتنا في غزة راسخة رسوخ جبال فلسطين، و سنواصل ضرباتنا ومقاومتنا ما دام عدوان الاحتلال أو وجوده مستمرا على أي شبر من أرضنا.
وقال ابو عبيدة  ان قوات الاحتلال تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل المقاومة، وهذه أكذوبة كبيرة.
واكد ان المقاومة لن تتنازل عن الحقوق الأساسية لشعبنا، وعلى رأسها الانسحاب ورفع الحصار وعودة النازحين إلى ديارهم مشيرا الى أن العدو يحاول التنصل من كل وعوده في المفاوضات ويريد كسب المزيد من الوقت.
واكد ان سيناريو رون آراد ربما يكون السيناريو الأوفر حظا للتكرار مع أسرى العدو في غزة.
من جهة أخرى دعا أبو عبيدة إلى التصعيد على كل الجبهات، وذلك في خطاب بثه التلفزيون بمناسبة مرور 200 يوم على بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة في السابع من  تشرين الأول.
وقال "ندعو كل جماهير أمتنا إلى تصعيد الفعل المقاوم بكل أشكاله وفي كل الساحات".
ميدانيا كثفت إسرائيل أمس ضرباتها في أنحاء قطاع غزة وقصفت شمال القطاع الذي كان الجيش الإسرائيلي قد سحب قواته منه في السابق.
ووردت أيضا أنباء عن ضربات جوية وقصف دبابات في المناطق الوسطى والجنوبية فيما قال سكان إنه قصف شبه مستمر.
وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن دبابات الجيش توغلت مجددا شرقي بيت حانون على الطرف الشمالي لقطاع غزة ليل الاثنين، لكنها لم تتوغل كثيرا في المدينة. 
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل أمرت بعمليات إخلاء جديدة في منطقة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، واصفا إياها بأنها "منطقة قتال خطيرة".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن المنطقة الإنسانية بساحل غزة سيتم توسعتها لاستيعاب مزيد من المدنيين بحال بدأت عملية رفح.
إلى ذلك نقلت هيئة البث الإسرائيلية مصدرين عسكريين إسرائيليين لم تسمهما، قولهما إن الجيش يستعد لعملية برية في رفح تتضمن إخلاء أعداد كبيرة من السكان.
وأوضح إيتاي بلومنتال المعلق العسكري للهيئة أنه وفقا لخطة الجيش، سيُطلب من أكثر من مليون فلسطيني موجودين في رفح إخلاء المنطقة إلى مآوي تمت إقامتها مؤخرا في جنوب ووسط قطاع غزة.
وأضاف أن آلاف الخيام أعدتها مسبقا هيئات إغاثية دولية ودول أخرى (لم يسمها) في هذه المناطق لاستيعاب النازحين من رفح.
وقال بلومنتال إنه "وفقا للخطة الإسرائيلية التي تم طرحها على الأميركيين ودول أخرى بالمنطقة فإن تقدم الجيش الإسرائيلي في رفح سيتم عبر مراحل، بناء على تقسيم المدينة إلى مناطق محددة، وسيتم إبلاغ السكان المحليين في كل منطقة مسبقا، قبل أي تحرك للقوات الإسرائيلية، حتى يمكن السماح بإخلائهم على مراحل".
وقدر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن تستغرق عملية إخلاء السكان من رفح ما بين 4 إلى 5 أسابيع.
في المقابل أعلن الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي مسؤوليته عن الهجمات الصاروخية على سديروت وكيبوتس نير عام، مما يشير إلى أن المقاتلين ما زالوا قادرين على إطلاق صواريخ بعد مرور نحو 200 يوم من الحرب.
أوروبيا قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن مدن قطاع غزة تعرضت لدمار أكبر مما تعرضت له المدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.
وأكد أن أكثر من 60% من البنية التحتية في غزة تضررت، منها 35% دمرت بالكامل، وأشار إلى مقتل 249 من العاملين في المجال الإنساني منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.
ودعا بوريل خلال كلمة ألقاها في جلسة عامة للبرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية إسرائيل إلى "احترام القانون الدولي وتنفيذ الإجراءات المؤقتة لمحكمة العدل الدولية وضمان حماية جميع المدنيين".
على صعيد إنساني ندد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بالقصف الجديد لغزة قائلا إنه أدى بشكل رئيسي لمقتل نساء وأطفال.
وكرر تحذيره لإسرائيل بعدم المضي قدما في هجومها المزمع على رفح في الجنوب لأن ذلك قد يؤدي إلى "مزيد من الجرائم البشعة".
من جهتها  قالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك انه "شعر بالذعر" من تدمير مستشفيي ناصر والشفاء في قطاع غزة والتقارير عن وجود مقابر جماعية هناك بها مئات الجثث.
وأعلنت السلطات الفلسطينية العثور على عشرات الجثث في مقابر جماعية في مستشفى ناصر بخان يونس هذا الأسبوع بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه. 
كما وردت أنباء عن العثور على جثث في مستشفى الشفاء بعد عملية للقوات الخاصة الإسرائيلية.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن مزاعم السلطات الفلسطينية بأنه دفن جثثا "لا أساس لها من الصحة". 
وزعم أن القوات التي تبحث عن الرهائن الإسرائيليين فحصت جثثا دفنها فلسطينيون من قبل قرب مستشفى ناصر ثم أعادتها إلى مكانها بعد فحصها.
بدوره قال المبعوث الأميركي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد إن خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة، خصوصا في الشمال، وأكد أن على إسرائيل بذل كل ما في وسعها لتسهيل جهود تجنب المجاعة.
ودعا ساترفيلد إلى بذل المزيد من الجهد لضمان تحرك المساعدات الإنسانية بطريقة فعالة.
 وأشار -في حديث للصحفيين أمس- إلى أن إسرائيل اتخذت خطوات مهمة خلال الأسبوعين الماضيين في ما يتعلق بالمساعدات.
في الدوحة  قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، امس إن الدوحة بحاجة إلى إعادة تقييم جهود الوساطة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في هذه المرحلة، مؤكدا التزام بلاده بجهود الوساطة وبالعمل لمنع مزيد من الانهيار الأمني بالمنطقة.
وأضاف الأنصاري -في مؤتمر صحفي- أن بلاده أبدت إحباطها من الهجوم المتكرر على جهود الوساطة خاصة الجهود المبذولة من قطر، موضحا أن وزراء في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أدلوا بتصريحات سلبية عن الدور القطري.
وأكد أن الدوحة لا يمكنها القبول بأي تصريحات لا تتوافق مع حقيقة دورها في جهود الوساطة، مشددا على أنها لن تقبل استخدامها من أجل التموضع السياسي أو لأغراض انتخابية من أي طرف كان.
وأفاد المتحدث باسم الخارجية القطرية بأن الهجوم على الوسيط يظهر عدم الالتزام الجدي بالتوصل إلى اتفاق، معربا عن إحباط الوسطاء بسبب عدم التوصل لاتفاق تبادل في شهر رمضان.
وأفاد بأن فرق التفاوض بشأن الحرب في غزة غير موجودة حاليا في الدوحة.
وفي حديثه عن دور محتمل لتركيا بجهود الوساطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، قال الأنصاري إن التنسيق مستمر مع أنقرة بشأن سبل وقف الحرب على غزة.
وفيما يتعلق بتهديد إسرائيل باجتياح رفح قال الأنصاري إن التصعيد يؤدي لتعثر المفاوضات وإمكانية التوصل لاتفاق وتدهور أكبر في الوضع الإنساني، مشددا على أن المجتمع الدولي عليه العمل لوقف الهجوم الإسرائيلي المرتقب على رفح المكتظة بالنازحين.
في المواقف  وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"هتلر العصر"، مؤكدا أن نتنياهو وحلفاءه "لن يفلتوا من العقاب".
وفي تصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من زيارته الرسمية إلى العراق حذر الرئيس التركي نتنياهو من إعادة احتلال إسرائيل قطاع غزة قائلا "السيطرة على غزة من شأنها فتح الباب أمام عمليات احتلال أخرى، وإتاحة المجال أمام استيطان الإرهابيين الإسرائيليين في غزة تجعل إسرائيل أكثر عدوانية".
من جهة أخرى قال أردوغان إنه لا يعتقد أن «حماس» ستغادر قطر التي تتخذها مقراً، وأشار إلى أنه لم يشهد أيضاً أي مؤشرات على ذلك من جانب الدوحة.
في الضفة اقتحم مستوطنون إسرائيليون يقودهم عضو الكنيست الإسرائيلي السابق المتطرف" يهودا غليك" باحات المسجد الأقصى، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأضافت مصادر محلية، بأن عشرات من المستعمرين بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، في أول أيام عيد الفصح اليهودي.
وكانت منظمات الهيكل المزعوم، دعت إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، لتقديم "قربان" عيد الفصح اليهودي.
على صعيد آخر تصاعدت التوترات في جامعات أميركية، أمس، بين الطلاب المتضامنين مع فلسطين على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة، وإدارات المؤسسات الأكاديمية، مع توقيف محتجين ودعوات لمحاضرات عبر الإنترنت.
ويقول محللون أن أميركا على فوهة بركان طلابي يعيد المشهد في أواخر الستينات، حين انفجر طلاب الجامعات ضد الحرب الدموية التي شنتها الولايات المتحدة ضد فيتنام. مع قارق كبير أن هذا الحراك يغذى بشكل يومي بالصور والفيديوهات التي تخرج من غزة لضحايا أصيبوا أو استشهدوا في قطاع غزة منذ 200 يوم غالبيتهم من النساء والأطفال.
وبدأت الاحتجاجات الأسبوع الماضي مع إقامة "مخيم تضامن مع غزة" في حرم جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، قبل أن تتسع لتشمل جامعات أخرى مثل جامعة نيويورك) ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ويال وغيرها، وفقا لوكالة الصحافة الأمريكية.
ويطالب المشاركون في الاحتجاجات في جامعة كولومبيا، بقطع الصلات بين المؤسسة المرموقة وإسرائيل على خلفية العدوان المستمر منذ أكثر من ستة أشهر  والأزمة الانسانية الكارثية التي تسبب بها.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن "ما يحدث في الجامعات الأميركية لا يغتفر وهو معاداة للسامية ودعم للإرهاب وحماس"، وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية "لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي بشأن ما يحدث بالجامعات الأميركية وعليها التدخل".
(الوكالات)