بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 آذار 2019 07:54ص المعارضة للجيش الجزائري: لا تتدخّلوا بخيارات الشعب

الألوف يخرجون للمطالبة بتنحِّي بوتفليقة.. وموسكو تحذِّر من الاحتجاجات

حجم الخط
خرج ألوف من الطلاب وأساتذة الجامعات والعاملين بالقطاع الطبي في الجزائر امس لمطالبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالتنحي فيما دعت مجموعة سياسية جديدة يقودها نشطاء ورموز معارضة الجيش إلى عدم التدخل في الشأن السياسي.
وفي أول رسالة مباشرة إلى الجيش من زعماء أفرزتهم احتجاجات حاشدة على حكم بوتفليقة، قالت التنسيقية الوطنية من أجل التغيير إنه يتعين على الجيش «ضمان مهامه الدستورية دون التدخل في خيارات الشعب».
واستجاب بوتفليقة الذي يحكم الجزائر منذ 20 عاما للاحتجاجات في الأسبوع الماضي وأعلن أنه لن يترشح لولاية خامسة لكنه لم يترك كرسيه على الفور وقال إنه سيبقى في المنصب لحين اقرار دستور جديد مما يعني عمليا تمديد رئاسته.
ولم تؤد هذه التحركات إلى أي شيء لوقف الاحتجاجات التي بلغت ذروتها يوم الجمعة بخروج مئات الآلاف إلى الشوارع واستمرت هذا الأسبوع.
وقال أحد الطلاب (23 عاما) «لن نوقف ضغطنا حتى يرحل (بوتفليقة)». وجاء في عبارة على إحدى اللافتات «الناس تريدك أن ترحل».
وقال طبيب من بين مئات الأطباء والعاملين بقطاع الصحة في مظاهرة امس «فاض بنا الكيل من هذا النظام. يجب أن يختفي للأبد».
وظل الجيش ملازما لثكناته أثناء الاحتجاجات حتى الآن لكن رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح لمح الاثنين إلى دور أكثر فاعلية قائلا إن على الجيش تحمل المسؤولية لإيجاد حل سريع للأزمة.
وأصدر زعماء الاحتجاج بيانهم الذي حمل عنوان «أرضية من أجل التغيير في الجزائر» في وقت متأخر الاثنين، طالبوا فيه بوتفليقة بالتنحي لدى نهاية فترته الرئاسية في 28 نيسان واستقالة الحكومة على الفور.
وبدأ رمطان لعمامرة نائب رئيس الوزراء الذي عينه بوتفليقة حديثا في هذا المنصب زيارات لدول حليفة سعيا للحصول على دعم. 
وذكرت الإذاعة الحكومية إن جولة لعمامرة التي بدأت امس في موسكو تهدف إلى «طمأنة الشركاء الدوليين للجزائر».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا، الحليف الوثيق منذ أمد بعيد للجزائر، قلقة من الاحتجاجات «وترى محاولات لزعزعة استقرار الوضع، وترفض أي تدخل في هذه العملية».
ودافع لعمامرة عن مقترحات الحكومة للإصلاح. 
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف إن بوتفليقة وافق على تسليم السلطة إلى رئيس منتخب وإنه سيكون مسموحا للمعارضة بالمشاركة في الحكومة التي تشرف على الانتخابات.
وتسري شائعات منذ سنوات بشأن خلفاء محتملين لبوتفليقة لكن لم يظهر حتى الآن مرشح جدير بالثقة ومدعوم من الجيش والنخبة إلا وكان عمره في السبعينات أو الثمانينات.
وينادي المحتجون بجيل من الزعماء الجدد بدلا من نخبة حاكمة يهيمن عليها الجيش وكبار رجال الأعمال ممن لهم صلة بزعماء حرب التحرير التي استمرت بين 1954 و1962.
ووجه زعماء الاحتجاج في بيانهم إشارات غير مباشرة إلى سعيد الشقيق الأصغر القوي لبوتفليقة وإلى صديق الرئيس الأخضر الإبراهيمي الدبلوماسي المحنك بالأمم المتحدة والذي اختاره بوتفليقة لرئاسة مؤتمر الإصلاح السياسي.
وأضاف البيان:«لن يقبل الشعب الجزائري أيّ مراوغة من دواليب السلطة الحالية تهدف إلى إبقاء النظام الحالي، سواء من حاشية «الأخ» أو «الصديق» أو الدوائر الخفية الأخرى».
من جهة أخرى نفت وزارة الخارجية الجزائرية امس «المعلومات» التي تم نشرها على حساب وهمي على موقع تويتر منسوب لوزير الخارجية رمطان لعمامرة مندّدة «بمناورة محضة». 
وتم إنشاء حساب على موقع تويتر باسم رمطان لعمامرة، الأحد، موسوم (زجفٍفٍْفحئء*)على أنه «حساب رسمي» ونشر من خلاله معلومات «خاطئة ولا أساس لها مصدرها مناورة محضة» كما أكد المتحدث باسم الخارجية في بيان تلقته وكالة فرنس برس.
(أ ف ب)