بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الأول 2017 12:00ص درَّة الشرق

حجم الخط
يوماً بعد آخر يشتد عضد المعارضة التي يقودها رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل، ويرتفع مستوى تفاعلها مع المجتمع المدني التواق إلى قيام معارضة فعلية لا شكلية في البلد تعيد الاعتبار للنظام الديمقراطي البرلماني الذي قضى عليه عهد الوصاية السورية ولا يزال الحال على ما هو عليه بالرغم من تعهد العهد بالعمل الجاد على كسر هذه الحلقة المفرغة والعودة إلى الثوابت التي يقوم عليها هذا النظام والتي تقوم على قاعدة موالاة تحكم ومعارضة تراقب وتصوب وتحاسب الحكم على الأخطاء التي يرتكبها في ادائه السياسي والاجرائي.
وقد نجح رئيس الكتائب حتى الآن في تحمل هذه المسؤولية والكشف عن اخطائها سواء لجهة إدارة مالية الدولة التي من شأنها ان تزيد من ارتفاع معدل الدين العام يقابله ارتفاع في معدل العجز الذي وصل إلى مستويات تضع الدولة في مستوى ما وصلت إليه اليونان، وسواء في حجم الضرائب التي طاولت بمعظمها الطبقتين الفقيرة والمتوسطة وسواء في التشكيلات والتعيينات التي تمت على أساس المحاصصة وليس على أساس الكفاءة، إلى الأداء السياسي العام لا سيما اداؤها المرتبك تجاه الدول العربية الشقيقة ودول الخليج على وجه الخصوص والذي كانت عواقبه وخيمة على الشعب اللبناني على الصعد الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وكافة الصعد الأخرى كالسياحة والاعمار الذي ساهمت فيه الدول الخليجية بشكل كبير، وكان من أولى نتائج هذا النجاح زيارته إلى المملكة العربية السعودية بناء على دعوة رسمية واجتماعه إلى كبار المسؤولين فيها في وقت احجم فيه رسميون في لبنان عن مثل هذه الزيارة رغم الدعوات التي وجهت إليهم مراعاة للوضع الداخلي، وحرصاً على الاستقرار السياسي القائم بنتيجة الاتفاق الضمني في ما بينهم على تحييد القضايا الخلافية والعمل معا لتسيير امور الدولة وانتظام عمل المؤسسات تماما كما كان الوضع عليه في عهد الوصاية السورية والذي جعل لبنان محكوماً من طبقة فاسدة همها الأساسي والوحيد هو توزيع كل موارد الدولة في ما بينها لتبقي يدها محكمة على أعناق هذا الشعب الذي وصل مستوى حدّ الفقر فيه إلى أكثر من40٪.
وكانت زيارته إلى المملكة العربية السعودية كأول تحرك له، نقلة في اتجاه الدول الكبرى حيث من المقرّر ان يزور روسيا في الثاني والعشرين من الشهر الجاري ويلتقي كبار المسؤولين فيها كأحد زعماء لبنان الأساسيين بما يتيح له الفرصة لكي يشرح للقيادة الروسية موقفه من الأوضاع اللبنانية الداخلية التي جعلته بسبب ممارسة أرباب السلطة إلى معارض يدافع عن حقوق عامة الشعب، ومصالحه المسروقة من قبل هؤلاء الارباب ويحاول ان يكرّس النظام الديمقراطي البرلماني الذي لا يقوم الا على قاعدة موالاة تحكم ومعارضة تراقب وتحاسب، الأمر الذي كان مفقوداً في لبنان قبل ان يتولى هو هذه المهمة.
لا تعني زيارتاه إلى المملكة العربية السعودية والزيارة المرتقبة إلى روسيا انحيازه إلى سياسة المحاور وهو المتمسك بسياسة تحييد لبنان عن الصراعات العربية والدولية بقدر ما تعني انفتاح العالم على رئيس حزب الكتائب كونه يُشكّل بالخيار الذي اتخذه الطريق الصحيح الذي يتوجّب على بقية الأطراف السياسيين ليعود لبنان إلى نظامه الحقيقي الذي جعل منه درة الشرق.