بيروت - لبنان

25 تشرين الأول 2023 12:02ص كيف تتفوّق حماس في الغزو البري لغزة على الجيش الإسرائيلي؟

حجم الخط
يتفوّق الجيش الإسرائيلي بالنيران على حماس بشكل كبير. وهو أسقط أحياناً بقصفه لغزة حوالى 250 ضحية في ساعات! لكن أصعب ما تتعرض له حماس في غزة، هو الحصار الاستشفائي واللوجستي وقطع المياه، بالإضافة الى التكلفة الكارثية في الأرواح لأهلها.
وبالإضافة الى الخسارة المرتفعة جداً في الأرواح عند الجانب الإسرائيلي أيضاً، فإن أصعب ما يواجه الجيش الإسرائيلي في الغزو البري على غزة هي الأمور التالية:
10 أسباب معنوية تعطي تفوّقاً لحماس على الجيش الإسرائيلي:
1- جهل الجيش الإسرائيلي ما ينتظره في غزة! فهو يدرك المخاطر، ويجهل أوجهها العسكرية!
2- التفاوت بين مقاتلي حماس والجيش الإسرائيلي في الخوف من الموت. فمقاتلو حماس يملكون ثقافة استشهادية ترفع من مستوى شجاعتهم وإقدامهم الميداني.
3- تفوّق في المعنويات لحماس على الجيش الإسرائيلي بعد مفاجأة 7 أكتوبر.
4- استعداد أهل غزة للاستمرار بتقديم آلاف الضحايا، بعكس الجانب الإسرائيلي!
5- مستوى مرتفع من التوازن في الرعب.
6- خيار المواجهة الذي لا مفر منه لدى حماس.
7- الغزو الإسرائيلي لغزة يعتمد على رد فعل غاضب أكثر من اعتماده على خطة واضحة.
- استعجال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتبييض ولو جزء بسيط من صفحاته السوداء أمام رأي عام غاضب جداً منه في إسرائيل.
8- عدم وجود هدف واضح لعملية الغزو البري. فهل الهدف هو القضاء الكلي على حماس بجذورها في الأجيال الجديدة! هل هو ترانسفير؟ الى أين؟ سيناء، مع رفض الجانب المصري؟ ضم غزة بالكامل الى الأراضي الإسرائيلية؟
9- بدء تحوّل في الرأي العام الدولي ضد إسرائيل بعد قصف المستشفى المعمداني وقتل حوالى 500 شخص.
10- الرأي العام الإسرائيلي ضاغط جداً في الزمان وفي النتائج على الجيش الإسرائيلي وعلى نتنياهو وحكومته. فإطالة الحرب ليست لمصلحة الجيش الإسرائيلي.
{ 10 أسباب ميدانية:
يعتمد الجيش الإسرائيلي ميدانياً على غزارة النيران والترهيب بالقتل الجماعي، والتزوّد اللوجستي المفتوح بالقذائف والصواريخ والذخيرة ودفاعات القبة الحديدية المتطورة من الجانب الأميركي، والى عديد الجيش، وخاصة من الاحتياط. والذي يفوق 350.000 عسكري. ومع ذلك، فإنه يواجه تهديدات ميدانية كثيرة قد يتعرض لها في الغزو البري. وأبرزها:
1- مستوى عالٍ من التجهيزات في الصواريخ والمسيّرات لدى حماس. يصعب تقدير حجمها.
2- مستوى التدريب العالي لمقاتلي حماس.
3- الأنفاق، أو «مترو غزة»! وهي جغرافية يجهل الجيش الإسرائيلي تفاصيل خريطتها ومدى تجهيزها.
4- عدم جاهزية تدريبية لاحتياط الجيش الإسرائيلي لخوض الحرب.
5- إمكانية فتح أكثر من جبهة. أبرزها الجبهة الشمالية.
6- وجود أكثر من 100 أسير إسرائيلي لدى حماس.
7- عدم جهوزية لوجستية إسرائيلية بسبب عنصر المفاجأة، لتزويد الجيش والاحتياط معاً بالعتاد والذخيرة واللوازم، كما بوجبات الطعام اليومية...
8- صعوبة تحرك الدبابات الإسرائيلية في قتال شوارع غزة.
9- قتال الشوارع يكون في العادة فائق التكلفة في الخسائر بالأرواح.
10- معرفة كاملة لحماس بزوايا القطاع وشوارعه وجهل الجيش الإسرائيلي لها!
قد ينجح الغزو البري لغزة في أيامه الأولى. ولكن كما في عملية «طوفان الأقصى» ينتظر الجيش الإسرائيلي «اليوم التالي ( The day after). أما التكلفة البشرية، فهي ستكون مرتفعة جداً على الطرفين، مع قدرة تحمّل أكبر من جانب حماس!

* صحافي ومحلل سياسي