بيروت - لبنان

25 تشرين الثاني 2023 12:00ص هدنة أولى من 5 في غزة!

حجم الخط
50 أسيراً من الأسرى الأميركيين والإسرائيليين وغيرهم من أصل حوالى 260 لدى حماس سيتمّ إطلاقهم خلال عملية التبادل، مقابل 350 أو أكثر من السجناء من الجانب الفلسطيني. ما يعني أن باستطاعة حماس الحصول على حوالى 4 الى 5 هدنات أخرى أو أكثر مع إطالة عمر الحرب على غزة! أي بمعدل إطلاق حوالى 40 الى 50 أسيراً في كل مرة.
تقطع هدنة بايدن مسلسل القصف الإسرائيلي المدمّر على غزة كرمى لعين الرأي العام الأميركي الضاغط انتخابياً على الرئيس الأميركي. فالرئيس جو بايدن يحتاج الى انتصار «انتخابي» في فترة ضيق اقتصادي، وانفلاش المساعدات المالية والعسكرية على إسرائيل وأوكرانيا معاً!
صور الأسرى الأميركيين الذين سيُفرج عنهم ستتصدر نشرات ومواقع الإعلام الأميركي والغربي وعناوين صفحاته. وسيُعتبر ذلك انتصاراً للرئيس جو بايدن، يعطيه دفعاً في استطلاعات الرأي الأميركية. ولكن ما هو حجم الأسرى الأميركيين الذين سيُطلق سراحهم؟ إذ من الأرجح ألا تطلقهم حماس جميعاً، لكي تُبقي على الاهتمام الأميركي بالملف وتفرض بهم هدنة لاحقة أو أكثر!
أما الرأي العام الإسرائيلي فهو لن يعطي رئيس حكومته بنيامين نتنياهو صك براءة ولا حتى استعادة لبعض من الثقة. فهو قد حُكم عليه بالفشل بالإدارة الأمنية الكارثية في 7 أكتوبر. علماً أن الأسرى من جنرالات وضباط الجيش الإسرائيلي سيبقون، بشكل شبه مؤكد، بضيافة حماس حتى انتهاء الحرب. ومن شبه المستحيل أن تبادل حماس بهم قبل ذلك! ولكن الرأي العام الإسرائيلي سيُسرّ، ولو بشكل محدود، بإطلاق بعض من الأسرى.
لدى حماس، الأرقام لا ترتدي أهمية كبرى. فهناك الآلاف من الفلسطينيين في السجون. ولكن الوقود والدواء هما العنصران الأكثر أهمية لوجستياً، وسيتمّ الإفراج عنهم بمئات الشاحنات، مع الحاجة الى الغذاء، الذي من المفترض أن حماس قد خزنته تحضيراً للمعركة. حماس تحتاج أن تريح مقاتليها وأن تعيد تنظيم صفوفها وخطوط دفاعها بعد خسارتها للعديد من الأنفاق، وبعد خسارتها لمعظم مراكز الاستشفاء من المعمداني، الى الشفاء، الى الأندونيسي اليوم!
هدنة وهدوء، سيسبقان العاصفة. وهما، من الأرجح ألا ينسحبان على الجبهة الشمالية مع حزب الله. ولكن المهم في الموضوع أن الأميركيين قد حصلوا على هدنتهم وعلى أسراهم! والباقي... Bonus للجميع!

* صحافي ومحلل سياسي