بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 نيسان 2024 12:00ص أحمد طبارة ظاهرة في العمل البلدي من الواجب الاقتداء بها

حجم الخط
بمناسبة عشية استحقاق الانتخابات البلدية والحديث عما إذا كانت ستحصل أم يحصل التمديد للمرة الثالثة..
ولما كانت بلدية بيروت من البلديات المستمرة في وضعها القانوني دعتني ثقافتي وتربيتي وبيروتيّتي على الرغم من البؤس المعيشي والأخلاقي الذي يعيشه أبناء بيروت والمقيمين فيها وزائريها نهاراً بحكم عملهم ومغادريها مساء، رأيت من الضروري وليس من المناسب فقط ولو متأخْراً بعض الوقت أن أضيئ على بعض المساهمات البيروتية بروح من الشعور البلدي الأصيل علّها تعطي كل منا الحافز والهمّة للحذو حذوها لتعود بيروت منارة الشرق على الرغم من البؤس الذي نحن فيه، فمثلاً أحد الشخصيات البيروتية الصديقة المتمتعة بالعزّة والكرامة والشهامة والشرف والشجاعة والمبادرات الحضارية المشهود لها هو الأخ أحمد طبارة الذي اتسمت مسيرة حياته بالحسّ والعمل القومي والوطني والبلدي والفكري والاجتماعي وعمل الخير والتي تستدعي منا التشبيك معه أطال الله عمره، والمبادرة الى القيام بأعمال مماثلة سواء على الصعيد البلدي الرسمي أو على الصعيد الجماعي أو الشخصي للوصول الى الغاية المرجوة إذ لا يجوز أن نبقى بعيدين عن كل ذلك أو بعضه، ونورد على سبيل المثال لا الحصر بعض هذه المساهمات التي يجب أن يعرفها الجميع ولتكن حافزاً للبيروتيين على كل المستويات ومنها:
• إطلاق الأخ أحمد طبارة فكرة مستوعبات النفايات في أحلك الظروف الأمنية خلال الثمانينات حيث كانت المساكن تضع قمامتها في تنكة ليأتي عمال النظافة البلدية لتفريغها غير أن التأخير في ذلك بسبب القذائف أدّى الى تراكمها. لكنه استطاع أن يدفع بعض المال منه وشاركه في ذلك بعض البيارتة للطلب من بعض الصناعيين صناعة مستوعبات تحفظ فيها القمامة منعاً من أن تتراكم، مما استدعى من وزير الداخلية آنذاك المرحوم اللواء سامي الخطيب الى تأمين فتح اعتماد خاص لاستيراد شاحنات يمكنها رفع المستوعبات المصنّعة لتفريغها فيها وقد ساهم في ذلك متابعة رئيس مصلحة النظافة البلدية الحاج عصام علي حسن لنجاح الفكرة غير انه بدل أن تهتم بلدية بيروت بالتنفيذ بواسطة عمّالها فإنها قامت بالتلزيم ليستفيد الملتزم، ويستفيد العمال الأجانب، بدل أن تعتبر المستوعبات ورفعها فرص عمل جديدة لأبناء الوطن، والمجال هنا اليوم ليس الكلام عن التلزيم وما أدراك ما التلزيم الذي سيكون له مجال آخر!!!!
• تنفيذ تشجير شارع توفيق طبارة حتى سجن النساء في رمل الظريف من ماله الخاص وكذلك شارع الحمراء من مصرف لبنان حتى نهاية الشارع لإيمانه بأن الشجرة تعني الحياة.
• وأثناء تكليفه كمستشار لدولة الرئيس سليم الحص في وزارة الخارجية والمغتربين طرح فكرة تشجير «طريق الشام» من المتحف حتى السوديكو وقد تم ذلك باختيار نوع الشجر وبالمساهمة من المهندس سمير كريدية الذي وافق على الفكرة عن إيمان بأن الشجرة تعني الحياة مع الغاية الهادفة الى تمتين العلاقة بين المغتربين ولبنان وخاصة بيروت، وبموافقة من الأستاذ هيثم جمعة بصفته مديراً عاماً لمديرية المغتربين آنذاك وذلك بوضع اسم احد أبناء المغتربين على كل شجرة من الذين كانوا يزورون لبنان سنوياً للمشاركة في مخيم لبنان المغترب، إلّا أن فكرة الأخ أحمد طبارة لم تطبق في بيروت بل طبّقت بإحدى قرى الجبل والمهم المتابعة في كل قرية من قرى لبنان لتشتد العلاقة أكثر وأكثر بين أبناء المغتربين والوطن.
• القيام بتأهيل فضلة عقار تجاه المركز الإسلامي في عائشة بكار بشتى أنواع المزروعات التزيينية منعاً من استعمالها مكباً للنفايات وملجأ للقوارض، بل تجميلاً للشارع وتعبيراً عن الحياة التي يعشق.
• ونشير هنا أيضاً خاصة على الصعيد الاجتماعي كيف اختار ونفّذ أحمد طبارة وأشقاؤه وشقيقاته مركز توفيق طبارة باسم والدهم ليكن موقعاً جامعاً لمؤسسات تعمل بأهداف متنوعة غير مكررة ليستفيد منها أبناء بيروت وليكن مثالاً يحتذى به في كل المناطق من بيروت دون استثناء لإنشاء مراكز في خدمة المواطنين.
والجدير ذكره أن عائلة طبارة أجداد الأخ أحمد كانت قد قدّمت أرض مدرسة الصنائع وتمّ إنشاء حديقة بالقرب من المدرسة وبناء مستشفى ولاحقاً أصبحت المدرسة ثكنة وبعدها كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية وأصبحت المستشفى مقراً لرئاسة مجلس الوزراء مطلع الثمانينات... وهذا ما ذكره الدكتور جوزف شامي في كتابه الصادر باللغة الفرنسية.
كل منا يمكن أن يكون أحمد طبارة، الجدير أن نسلّمه قيادة العمل البلدي في بيروت مع احترامنا لرئيس وأعضاء المجلس البلدي الحاليين الذين نكنّ لهم كل المحبة والصداقة والاحترام، وبشرط أن نقف الى جانبه لننهض ببيروت.

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب