بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آذار 2024 12:00ص سأخبرك عن حالي...

حجم الخط
أمي...
بشويش... بشويش 
افتح قلبي أجدك أمي نوراً يضيء حناني...
أضع كل حنيّة العالم لأرتمي على كتفك
اشتم عطر الأمومة 
فتموج الأرض هرولة 
ولا تعود كروية...
في صبح يضج حنين أقف مترددة...
وكيف أمي سأخبرك عن حالي...
في هذا الزمن الأغبر 
وهذا الوطن المشحبر 
لا لون له... ولا صمت مريب
إنما ضجيج..
ضجيج لا تعرف فيه الدولة من المواطن...
أمي في لحظة صفاء...
تقابل لحظة مسروقة...
أعترف أمي ان العمر في هذا البلد 
مندور... مشلوح تحت نظر 
القرارات 
ولا أحد يجيب ليسأل...
أمي.. ما ذا أخبرك 
والبلد في غليان الهدوء 
مقسوم قسمان...
محارب...
ولا موجود...
والقرارات 
قطبة مخفية 
والمشاعر تهمة جنائية...
سأخبرك عن حالي 
وحالي ملايين النساء 
في بلدٍ أدمن الجنون 
سواء جنون العظمة 
أم جنون الغباء 
أم جنون الأحلام 
ولا أحد أمي يسمع لأحد 
ونحن النساء 
نحن الأمهات 
قطار راكض لا يقف على أية محطة خوفاً..
نحن قلب يهرول وراء الأبناء 
ويا ويلي إذا كان هناك أحفاد 
يمسكون العمر لتنهمر الأسئلة...
أمي يا حلم الحديقة 
وشجر الزيتون وبتلات الزنبق 
وورد المنثور 
أما النرجس فهو قصة بذاتها 
تشمين العطر 
فأدوخ أنا...
قلبي ينادي الحنية 
مشاعر... مشاعر...
سأحكي لك عن حالي 
وأنا التي أشعر انني نقطة 
مطر تتساقط في بحر هائج 
ليختفي الموج 
وتسبح النقطة...
أمي سأحكي لك عن روايات روايات 
في بلد ليس ألف قصة وقصة 
إنما ملايين كلمات ووعود وأوهام 
والمستقبل هارب..
ينتظر الوقت...
يمدّ يده..
فالحاضر فارغ فراغ 
ولا مرة أمي...
مشي حال البلد 
وطلعت البلد ماشي كذبة وتوهان..
ولا مرة حلّت الأمور إلّا بمصيبة 
ولا مرة وجدت للقضية عنوان..
والكل معروف من زمان وأزمان 
ولا شيء تغيّر 
سوى...
ليس هناك سوى...
سأحكي لك عن حالي 
وحالي حال الكثيرات 
سواء في أقصى ضيعة 
أو في شارع في مدينة 
أو في كوخ 
أو عمارة شاهقة 
فالهمّ أمي جماعي...
والوطن للكل كذبة...
*****
سأحكي لك أمي عن القلق وعدم القدرة 
وأنا الهادئة في بلد التوترات 
أنا الصامتة في وطن الكلام المباع...
أمي بلدي في ضياع 
والشعب...
يبحث عن حاله 
فلا يجد سوى الأوهام...
كم أحنّ أمي إلى حشائش تنبت 
بشكل طفيلي تسمّى فطريات 
لتندهي لي لا تلمسيها فهي سامة 
لأقول لك إذن لماذا وجدت 
تنظرين إلى بعيد وتهمسين 
في حياتك 
سيكون هناك الكثير...
أمي كبرت وامتلأ الوطن بالفطريات 
ولا تزال عيناي تبحثان 
عن براءة الشعوب...
لأصدق بكل براءة 
ان الوطن بخير وليس بخير 
سأحكي لك يا أمي 
عن كمشة حنيّة أضعها تحت وسادتي أوشوشها...
لتنبت زهر البيلسان 
في حضني 
وتغمز الشمس لخيوط الأحلام 
فأرى ضحكتك في هذا الزمن الأغبر المسروق...
فكرت وفكرت كثيرا 
قولي لي 
قولي لي كيف بإمكان الصح ان يتآلف مع الغلط 
*****
وننام على حرير 
ماذا أقول لك...
والتناقض في أوجه 
فقر... فقر 
وغنى.... غنى 
وسرقة عصر موصوفة 
وما لك يخصك أصبح للكل...
افتح قلبي أمي فتطل شرايين الاحساس 
من نافذة الاحساس 
أتلمّس كلماتك ..
لا تفعلي... لا... لا 
فحكمك أمي صمودي...
أهرول داخل ذاتي 
يأسرني ذاك الاحساس المتفلت الهربان...
فكيف لوطن أن يكون بهذه القساوة 
وكيف لرقّة تمحي العنوان...
تطل عيناك...
مشاعر... مشاعر
يطلّ الاحساس 
كعصفور نائم في البراري 
والكل براء 
سأحكي لك أمي في وطن ادمن الروايات 
وطن سرق حلم الأحلام...
أمي 
يأسرني هذا الشعور 
اننا في الزمن الأغبر 
زمن قيد 
وهم وراء هم ونحن براء...
أمي 
يا حنيّة العالم 
والضوء الذي ينير دربي في الأزمات 
والحقيقة التي ترسخ صدقي 
وقوتي...
انت أحلى شي...
في حياتي..
كم تسحقني الحنيّة 
لأشع حناناً...
وأهمس ورداً...
أرشح مطراً 
أتناثر رقصاً 
أتغلغل داخل حديقة البيت 
افتح نوافذ قلبي 
أرمي الستارة 
سأحكي لك أمي...
*****
يا ريت فيني يا أمي يا ريت 
فالكلام في هذه البقعة العبثية 
ضرب جنون 
وخطف احساس 
وجمود مجنون...
افتح قلبي 
أضعك في داخله أمي...
فتتناثر فراشات الحنيّة 
ألواناً وضياء …